في خطوة هائلة نحو فهم أعمق لشمسنا ونظامنا الشمسي، أطلقت وكالة ناسا الفضائية مهمة “كيوري” في 10 يوليو 2024. تحمل هذه المهمة اسم الفيزيائية البولندية الشهيرة ماري كوري، وتسعى لكشف أسرار الإشارات الراديوية الغامضة المنبعثة من الشمس.
أهداف مهمة “كيوري”:
تركز مهمة “كيوري” على دراسة ظاهرة تُعرف باسم “انبعاثات راديو الشمس المصاحبة للانفجارات الشمسية”. هذه الانبعاثات هي موجات راديو قوية تُطلق مع حدوث الانفجارات الشمسية، وهي ظواهر هائلة تُطلق كميات هائلة من الطاقة من سطح الشمس.
تهدف المهمة إلى:
- تحديد مصدر هذه الانبعاثات الراديوية: لا يزال العلماء غير متأكدين من آلية توليد هذه الموجات، وتسعى “كيوري” إلى تحديد موقعها الدقيق على سطح الشمس.
- فهم خصائص هذه الانبعاثات: تختلف خصائص هذه الموجات الراديوية، مثل قوتها وطول موجتها، وتسعى “كيوري” إلى دراسة هذه الاختلافات لفهم طبيعة هذه الظاهرة بشكل أفضل.
- ربط الانبعاثات الراديوية بالظواهر الشمسية الأخرى: تسعى “كيوري” إلى ربط هذه الانبعاثات بالظواهر الشمسية الأخرى، مثل البقع الشمسية والاندلاعات الشمسية، لفهم تأثيرها على نظامنا الشمسي.
أهمية مهمة “كيوري”
تُعد مهمة “كيوري” مهمة علمية هامة لأسباب متعددة:
- تُساعد على فهم شمسنا بشكل أفضل: ستُقدم لنا “كيوري” معلومات جديدة عن شمسنا، نجمنا الأقرب، وكيفية عملها.
- تُساعد على تحسين توقعات الطقس الفضائي: تُؤثر الانفجارات الشمسية على الطقس الفضائي، الذي يمكن أن يُعطل الأقمار الصناعية وشبكات الاتصالات. ستُساعدنا “كيوري” على فهم هذه الظواهر بشكل أفضل، مما يُمكننا من تحسين توقعات الطقس الفضائي.
- تُساعد على تطوير تقنيات جديدة: ستُساعدنا المعرفة المكتسبة من “كيوري” على تطوير تقنيات جديدة لحماية رواد الفضاء والأقمار الصناعية من الإشعاع الشمسي.
مكونات مهمة “كيوري”
تتكون مهمة “كيوري” من ثلاثة مركبات فضائية صغيرة، سيتم إطلاقها في مدار حول الشمس. ستُحمل كل مركبة فضائية مجموعة من الأدوات العلمية المُصممة لدراسة الانبعاثات الراديوية الشمسية.
- مسبار “كيوري 1”: سيُركز هذا المسبار على دراسة انبعاثات راديو الشمس منخفضة التردد.
- مسبار “كيوري 2”: سيُركز هذا المسبار على دراسة انبعاثات راديو الشمس عالية التردد.
- مسبار “كيوري 3”: سيُراقب المجال المغناطيسي للشمس وسيُساعد العلماء على فهم كيفية تأثيره على الانبعاثات الراديوية.
التعاون الدولي
تُعد مهمة “كيوري” مشروعًا تعاونيًا دوليًا يضم علماء من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأوروبا واليابان. يُظهر هذا التعاون الدولي التزام المجتمع العلمي بفهم شمسنا بشكل أفضل وحماية كوكبنا من تأثيراتها الضارة.
تُعد مهمة “كيوري” خطوة هائلة في رحلتنا لفهم شمسنا ونظامنا الشمسي. تُقدم لنا هذه المهمة فرصة فريدة لكشف أسرار الإشارات الراديوية الغامضة المنبعثة من الشمس، واكتساب معرفة جديدة ستُساعدنا على حماية كوكبنا وتطوير تقنيات جديدة.
