نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ليتهم يتعلمون من مصر !, اليوم السبت 12 أكتوبر 2024 02:21 مساءً
إذا أرادت أي دولة أن تحارب إسرائيل فعليها أولا أن تتفوق في مجال الاستخبارات وإلا فلن يكون لجيشها أي قيمة، فهذا ما أثبتته مصر في حرب أكتوبر المجيدة التي تحل ذكراها هذه الأيام.
كشفت الشهور الأخيرة أن سلاح الاستخبارات هو السلاح الأهم في المعارك بين دولة الاحتلال في جانب وبين إيران وحزب الله في جانب آخر، فقد استطاعت إسرائيل اغتيال إسماعيل هنية في قلب إيران، وهذا لم يكن بالقوة وحدها ولكنها كانت عملية استخباراتية في المقام الأول نجحت خلالها إسرائيل في التسلل بالمعلومات إلى قلب طهران وأصابت هدفها بدقة بالغة، وهذا أيضا ما فعلته في جنوب لبنان بعد تصفية جميع قيادات الحزب وصولا إلى أمينه العام حسن نصر الله، في الوقت الذي جاء فيه الرد الإيراني ليس ضعيفا ولكنه افتقد إلى المعلومات التي يمكنها أن توجع إسرائيل وتجعل للضربات قيمة.
هذا الدور الاستخباراتي هو ما جعل مصر تتفوق في حرب السادس من أكتوبر، عندما نجح جهاز المخابرات المصري أن يدير خطة الخداع الاستراتيجي ببراعة، حتى جاء الرد المصري صاعقا ومدويا في يوم 6 أكتوبر، وذلك بعد أن نجحت مصر في إيهام إسرائيل بأن المصريين لن يخوضون حربا البتة، وجرى بالتزامن مع نجاح الدبلوماسية المصرية في إقناع العالم بأن الحل الأول للمصريين هو السلام وليس خوض حرب بالمعنى الشامل لاسترداد سيناء.
ولعل البعض ذهب إلى أن الخيانة هي من أسقطت نصر الله وهنية، لكن هذا لا ينفصل أيضا عن عمل الاستخبارات التي عليها أيضا أن تكشف الجواسيس وهو ما فعلته مصر أيضا عندما نجحت في كشف عدد من الجواسيس واستخدمتهم كعملاء مزدوجين، من خلال نقل رسائل مضللة لإسرائيل دون حتى أن يعرف الجاسوس ومن جنده، وذلك تحت شعار «نشكركم لحسن التعاون».
في النهاية تبقى التجربة المصرية فريدة مهما طال الزمن عليها، وليت الجميع يتعلم الدرس من مصر.
0 تعليق