سياسيون فلسطينيون لـ"الدستور": الاحتلال مستمر فى خطة تفريغ شمال غزة.. والمواطنون متمسكون بالبقاء

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد خبراء وسياسيون فلسطينيون أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على شمال غزة بشكل مكثف لتنفيذ مخططات التهجير واتباع سياسة الحصار والتجويع والقتل؛ لإجبار المواطنين على النزوح.

عماد عمر: الاحتلال يسعى للوصول إلى المحتجزين الإسرائيليين


الدكتور عماد عمر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، يقول إن استمرار الاحتلال في عمليته العسكرية في محافظة شمال غزة يأتي أولا في إطار العمليات العسكرية المتواصلة التي هدفها الأساسي استمرار الحرب لأكبر وقت زمني لحين تحقيق هدفها الأساسي بالوصول إلى المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.

وأوضح عمر أن العنصر الثاني ربما يكون تمهيدا غير معلن لخطة الجنرالات التي تكسرت أمام صمود أهالي شمال القطاع ورفضهم الخروج من منازلهم رغم الحصار الخانق والمجازر والقصف العشوائي على منازل المواطنين، وباعتقادي عدم الاعلان عنها خشية من فشلها، والاكتفاء بأنها عملية عسكرية، والأمر الثالث متعلق في الضغط على حركة حماس للعودة إلى ملف المفاوضات وفق الشروط الإسرائيلية تحت القصف والمجازر وبوجهة نظري هذه الورقة اثبتت فشلها لأنها لن تجدي نفعا مع فصائل المقاومة الفلسطينية.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن إسرائيل حاولت أكثر من مرة وبكل الوسائل على تهجير سكان غزة وجباليا إلى جنوب وادي غزة الا أنها فشلت، لافتا إلى أن حوالي 400000 مواطن ما زالوا محاصرين في جباليا وهذا الرقم ليست بالقليل وخروجه منها ليست بالسهل في ظل إصرار المواطنين على البقاء في بيتهم وعلى أرضهم والمحافظة عليها.

وأوضح عمر أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تستغل عجز المجتمع الدولي من جهة، والضعف العربي من الجهة الأخرى في رفح حصيلة الشهداء جراء جرائم الإبادة الجماعية وتدمير كل شئ في القطاع لخلق واقع جديد غير قابل للحياة لفرض خروج طوعي للمواطنين في ظل تدمير القطاع الصحي والتعليمي والكهرباء والمباني والبنية التحتية.

ولفت عمر إلى أن الاحتلال يرتكب جرائم إبادة جماعية في جباليا، وأعداد الشهداء في تزايد ويمنع الاحتلال دخول سيارات الإسعاف والدفاع المدني من الدخول الى المناطق السكنية لنقل الجرحى والشهداء للمستشفيات، وهذا مخالف للقانون الدولي والقانون الدولي الانساني.

أبو  عطيوي: استمرار حصار جباليا بهدف تهجير السكان


من جانبه، قال ثائر أبو عطيوي الكاتب الصحفي الفلسطيني ومدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين، إن استمرار حصار الاحتلال الإسرائيلي لشمال قطاع غزة بشكل محكم لأكثر من أسبوعين على التوالي وسط عملية عسكرية واسعة تستهدف مدينتي بيت حانون وبيت لاهيا، إضافة إلى مدينة جباليا التي تتعرض بشكل عنيف ومكثف ومتواصل للقصف والقتل والتدمير والحصار والتجويع لأكثر من عشرة أيام على التوالي، يأتي هذا كله ضمن خطة الاحتلال لتهجير السكان المدنيين، والذي يبلغ عددهم في شمال قطاع غزة نحو 250 ألف مواطن، ودفعهم للنزوح القسري نحو جنوب القطاع، وهذا من خلال تصعيد وتيرة الحرب وفرض الحصار والتجويع بشكل كامل ومحكم.

وأضاف أبو عطيوي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن واقع المواطنين في شمال قطاع غزة هو وضع مأساوي منذ شهور طويلة، نظرا للنقص الحاد في الغذاء والمياه والدواء وجميع مستلزمات الحياة اليومية الأساسية، ولكن الفترة الحالية اشتدت الأزمة بشكل واضح وكبير نتيجة فرض الاحتلال الإسرائيلى الحصار الكامل على شمال القطاع ومنعه دخول أي مساعدات إغاثية وإنسانية وأي سلع غذائية، إضافة إلى الاجتياحات والاقتحامات لبعض المناطق في شمال قطاع غزة، وخصوصا مدينة جباليا ومخيمها والقيام باستهداف المواطنين العزل واعتقال العديد من المواطنين في ظروف غير إنسانية.

وأكد أبو عطيوي أن استمرار العدوان الإسرائيلي على شمال قطاع غزة وفصل مناطق الشمال عن بعضها البعض بهدف التحكم بها والسيطرة عليها وجعل المواطنين يستعجلون بالنزوح إلى جنوب القطاع، بهدف إخلاء كافة مناطق شمال غزة وتفريغها من سكانها وتهجيرهم منها، وجعل أكبر مساحة جغرافية عبارة عن مناطق عازلة كما يسميها الاحتلال. 

وشدد أبو عطيوي على أن عمليات القصف والقتل والاعتقالات والحصار والتجويع في شمال قطاع غزة كلها ممارسات لإجبار السكان للهروب والنزوح من جحيم الموت قصفا أو جوعا، وهذا هو الوجه الحقيقي للإبادة الجماعية، في ظل تطبيق الاحتلال الإسرائيلي لخطة "الجنرالات" وتفريغ شمال قطاع غزة وترحيل سكانه بشكل كامل.

واختتم أبو عطيوي تصريحاته قائلا: "من الضروري والعاجل تحرك المجتمع الدولي من أجل الضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي بضرورة إنهاء حصار شمال قطاع غزة من جهة، والعمل بشكل فوري وسريع على مضاعفة وتكثيف الجهود من أجل إنهاء الحرب المستمرة والعدوان المتواصل على قطاع غزة". 
 

عزيز العصا: تحركات الاحتلال شمال غزة تتجاوز خطة الجنرالات

فيما قال عزيز العصا الكاتب السياسي الفلسطيني، إن ما يفعله الاحتلال في شمال غزة، تجاوز مرحلة التمهيد لتنفيذ خطة الجنرالات.

وتابع العصا في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن ما يحدث تجاوز التمهيد، نحو التنفيذ الفعلي لخطة الجنرالات المعلنة، القائمة على طرد أهالي شمال غزة، أو تجويعهم حتى الموت، وتعدّ هذه الخطة جزءًا من خطة استراتيجية كبرى، تقوم على تحويل قطاع غزة إلى جغرافيا، بلا ديموغرافيا؛ إي إخضاع القطاع والقضاء على أي فعل مقاوم فيه، ويتبع ذلك توظيف القطاع في خدمة المشروع الكبير الخاص بقناة بن غوريون، الواصلة بين البحرين المتوسط والأحمر، التي ستنعكس سلبًا على مستقبل قناة السويس، كما يتم توظيف القطاع من أجل إنجاح مشروع طريق الهند-أوروبا. 

وأوضح العصا أن الاحتلال يهدف من هذين المشروعيْن أن تكون إسرائيل مركز الثقل الاقتصادي والتجاري الرئيس، على مستوى الشرق الأوسط أولًا، عندما تصبح ذات الكلمة الأولى في قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، وعلى مستوى العالم أيضًا، الذي يسعى إلى الوصول إلى مصادر الطاقة في الشرق الأوسط.

وأكد أنه سيتم هذا كلّه في حال انتهت المقاومة في كل من قطاع غزة ولبنان، وهو الأمر المستبعد جدًّا على المدى المنظور. 

وتابع العصا: "وإنني أرى بأن إسرائيل، التي تنفذ خطتها الاستراتيجية الموصوفة أعلاه، أصبح يحرّكها "جنون البحث عن نصر مطلق"، الذي لن يتحقق لأن شعوب المنطقة أصبحت على مستوى متقدم من الوعي والإدراك لأهداف إسرائيل البعيدة المدى، حتى أن روسيا تيقظت للخطر الإسرائيلي الذي يزحف نحو سوريا التي تعج بالقواعد، وعليه، فإن إسرائيل- تحوّلت إلى دولة قاطعة طريق، وهي تمارس إبادة جماعية وتطهير عرقي غير مسبوق في التاريخ المعاصر، كما أنها قد تدفع القوتين العظميين، في روسيا والتحالف الأمريكي-الأوروبي، إلى حرب عالمية يستخدم فيها السلاح النووي".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق