أسامة حبشى: على كل كاتب أن تكون له فلسفته الخاصة "حوار"

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

احدث الاخبار من خلال موقع الخليج برس , أسامة حبشى: على كل كاتب أن تكون له فلسفته الخاصة "حوار", اليوم الاثنين 21 أكتوبر 2024 03:00 صباحاً

نشر أسامة حبشي العديد من الأعمال الأدبية منها “خفة العمى، و1968، وموسم الفراشات الحزين وحجر الخلفة”، ويناقش في أعماله وعبر رؤى فلسفية الكثير من الأمور.

كما أنه يهتم بالموروث الشعبي والأساطير، ويرى أن الجوائز خادعة، وليست مقياسًا، وعبارة عن إعانة مقنعة.. وحول أعماله  التقت الدستور الروائي أسامة حبشي وكان هذا الحوار.

حجر الخلفة
حجر الخلفة

في أعمالك هناك رؤية فلسفية تشرح علاقة الإنسان بالأشياء والماضي والحاضر؟

الكاتب لابد له من الرؤية الفلسفية وإلا فهو ليس بكاتب، الفلسفة تطور الأفكار وتضع أطرها، الفلسفة تعيد تشكيل الأفكار أيضا وتضع مشروعا كاملا للكاتب، والفلسفة هى رؤية الكاتب للعالم، ورؤية الماضى والحاضر والمستقبل، وعلاقة الإنسان/الكاتب بالزمن تتشكل عبر الفلسفة وعبر تصوره الماضى والحاضر والمستقبل، وعندما ننظر مارسيل بروست نجده يشرح النفس البشرية عبر اختلاط الماضى بالحاضر، وكذلك فعل الشاعر جاكمو ليوباردى وفعل ذلك ماركيز ودى أتش لورانس وحتى مخرجين السينما مثل كوبريك وفيللينى، وغيرهم، الفلسفة الخاصة لكل كاتب  تحدد ببساطة وجهة نظره فى العالم وفى الزمن وفى الأشخاص عبر ما يكتبه أو ما يبدعه، والزمن بالنسبة للكاتب حالة لا تتوقف عن التجدد مثل ماء النهر.

وهناك أيضا إعادة كتابة الزمن عبر إعادة كتابة التاريخ وكل هذا يختلط بما عند الكاتب من رؤية ومن وجهة نظره  ببساطة بما عنده من فلسفة ترسم أفكاره وتوضحها، وعندنا خير الأمثلة فى أعمال نجيب محفوظ فهو له فلسفة خاصة فى رؤية الزمن والإنسان وبالتالى كان اختيار المكان كمحرك لأعماله هو لب فلسفته، لأنه أراد بالفلسفة إعادة رسم وإعادة تشريح المجتمع المصري عبر الماضى والحاضر والمستقبل من خلال فترات زمنية مختلفة، لاحظ الثلاثية مثلا، وفى تقرير نوبل جاءت الإشارة إلى محفوظ ساهم فى تطور الرواية الاجتماعية عالميا عبر أعماله، وهذا التطور أو هذه الرؤية الاجتماعية فى أعماله ترجع لفلسفته الخاصة فى رؤية المجتمع وتطوراته، ومن هنا على كل كاتب أن تكون له فسلفته الخاصة التى تشكل رؤيته للعالم.

1968
1968

هناك وجود كبير للأساطير والموروث في عالمك كما حدث في روايتك حجر الخلفة.. كيف ترى هذا؟

الأساطير تحرك العالم، انظر وجود آدم على الأرض أليس الأمر بالأسطورة، أليس حياتنا على الأرض أسطورة فى حد ذاتها، أليس خلق الإنسان من نطفة أسطورة، وبالتالى أفعال الإنسان على الأرض تتطور أيضا عبر الأساطير، انظر من حياة البدائية وصلنا لعصر التكنولوجيا. أليست تلك أسطورة ؟.. الأساطير بالنسبة لى خطوة مهمة جدا لفهم العالم وأيضا لتحريك حياة الناس والحضارات والشعوب.

الأساطير والموروث الشعبي تؤامان لدى كل شعب هل. الأرض، قصة الخلق وقصة الحياة على الأرض فى كل ثقافات العالم تجدها تنبع من أسطورة ما، ومن هنا كانت فكرة روايتى حجر الخلفة، حيث بحثت عن كتابة تاريخ الإنسان على الأرض ولكن من خلال الرؤية المصرية القديمة، وحجر الخلفة الذى هو حجر حقيقي تلجأ إليه النساء فى إحدى قري القليوبية من أجل الإنجاب كان نقطة الانطلاق لروايتى، فالرواية بدأت من الواقع ثم غاصت فى الأسطورة التى هى واقع أيضا دون أن ندري، أى الرواية حاولت تفسير اختلاط الواقع بالأسطورة عبر آلاف أو ملايين السنوات منذ نشأة كوكب الأرض وحتى عام ٢٠١٢.

والحياة هى أسطورة وموروث فى وقت واحد، نحن نحيا الأسطورة  كل يوم دون أن ندرى، وبالتالى اللحظة التى نعيشها الآن هى بعد ألف سنة على سبيل المثال ستعد أسطورة فيما بعد، وأنا لا أعتقد أننا نحيا بعيدا عن الأسطورة بالعكس نحن حياتنا أصلا عبارة عن أسطورة لم تكتب بعد، وروايتى “حجر الخلفة” أرادت أيضا رصد الصراع أو رصد العلاقة ما بين آدم وحواء منذ لحظة ولادة الأرض وحتى اليوم.

موسم الفراشات الحزين
موسم الفراشات الحزين

لم تنفصل عن الواقع وكتبت عن المأساة الفلسطينية في موسم الفراشات الحزين لكنك استخلصت رؤية أنه لا حل مشروع؟

فلسطين المحتلة مسألة معقدة جدا ومسألة فى غاية الخصوصية، والمأساة الفلسطينية واضحة للعيان والقضية الفلسطينية عادت لصدارة أخبار العالم مجددا هذا العام بسبب طوفان الأقصى، وروايتى “موسم الفراشات الحزين” التى كتبتها ٢٠٠٨ ونشرت ٢٠١١ فى دار صفصافة ثم صدرت فى طبعة جديدة ٢٠٢٤ تتكلم عن التهجير والقتل والتدمير للمخيمات والأرض الفلسطينية من خلال عائلة تعانى من التهجير المستمر على مدار أجيال.

الرواية ترصد الحرب والتدمير ولكن بشكل غير مباشر، وكل شخوص الرواية عندهم عاهات أو حالات فقد وكأنهم هم الوطن الغائب المفقود الذى يعانى دائما، والرواية لا ترى أى أمل فى مسألة حل الدولتين، وذلك لأنه لا يمكن أن يعيش الذى احتل مع من هو محتل فى سلام، الرواية  ترصد الجنون والخداع والقتل فى للمأساة الفلسطينية من قبل ١٩٤٨ وحتى الانتفاضة، وبالتالى هذه المآساة لم ولم تنته دون تحرير للأرض.

خفة العمى
خفة العمى

فزت بجائزة ساويرس لكبار الكتاب.. كيف ترى الجوائز وتأثيرها على المبدع؟

الجوائز خادعة، وليست مقياسًا، الجوائز عبارة عن إعانة مقنعة أو إغاثة مادية طارئة للمبدعين،وعدم الحيادية فى الجوائز أضعف  مستوى الإبداع وفتح الباب لضعاف الموهبة أن يتصدرون المشهد بل ويتحكمون فيه، والجوائز عمرها ما كانت مقياسا للمبدع، فهناك من هم يستحقون الجوائز ولا يحصلون عليها ابدا بسبب مواقفهم أو بسبب بعدهم عن المصالح والشلالية، وللأسف الأمر ليس خاصا على مصر أو العالم العربي بل على العالم ككل، فهناك كتاب أفارقة يستحقون نوبل مثل بن اوكري النيجيري أو نجوجى واثينغو الكينى أو الصومالى نور الدين فارح ولكنهم لا يحصلون عليها بسبب مواقفهم السياسية الواضحة الرافضة الاستعمار الأوروبي لأفريقيا والذى هو مستمر حتى اليوم تحت مظلة الاستعمار السياسي والاقتصادي وهكذا فالجوائز لا تعد معيارا لتقييم المبدعين.

في النهاية ما هي تفاصيل عملك المقبل؟

عملى المقبل هو الدخول لعالم الأساطير من خلال كتابة قصة تدور أحداثها فى منطقة السيدة زينب،  قصة تبدأ من الفراعنة وحتى الوقت الحاضر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق