على مدار 3 أيام متتالية، شهدت مدينة قازان الروسية، فعاليات قمة "بريكس" بنسختها الـ16، بمشاركة نحو 40 دولة، بمشاركة مصر للمرة الأولى كعضو في التجمع منذ انضمامها رسميا له مطلع العام الجاري، حول موضوع القمة الرئيسي هو "تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين".

وفي هذا الصدد، أجرت فضائية اكسترا نيوز، عددًا من اللقاءات مع اقتصاديين حول المشاركة المصرية في قمة البريكس، وأبرز الملفات الشائكة التي تحدثت فيها الدولة المصرية خلال الاجتماعات.

توازن النظام العالمي يستلزم تعدد القوى 

قال ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد، إن قمة البريكس هامة للغاية كون هذا التكتل يضم مجموعة من الدول الكبرى، في مجال التكنولوجيا أو الموارد البشرية، وهي الصين وروسيا والهند وجنوب إفريقيا، ودول انضمت مؤخرا كمصر والإمارات والمملكة العربية السعودية، مؤكدًا أن توازن القوى العالمية يستلزم وجود أكثر من قوة، وليس قوة منفردة وحيدة تتحكم في اقتصاد العالم، كما أن وجود عملات متعددة في التبادل التجاري، أفضل من وجود عملة واحدة، والكل يعلم أن الاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة".

وتابع: "نرى هذا الحدث الكبير ومدى حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على تواجد مصر فيه، لما لها من ثقل سياسي واقتصادي، ووجودها في هذا التكتل دعم قوي للتكتل، بالإضافة إلى زيادة حجم التجارة البينية بين هذه الدول".

مصر طالبت بالسعي لتحقيق السلم والأمن الدوليين

كما أكد الدكتور أيمن غنيم، أستاذ إدارة الأعمال، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة بريكس، تعكس الدور الريادي الذي تلعبه الجمهورية الجديدة على المسرح الدولي، سياسيا واقتصاديا، موضحًا أن العلاقة بين السياسة والاقتصاد، علاقة تبادلية، وعندما تحدث اضطرابات سياسية، تؤدي بطبيعة الحال إلى اضطرابات اقتصادية والعكس صحيح، كما أن قوة العلاقات السياسية تؤدي لقوة العلاقات الاقتصادية، والعكس صحيح.

وأوضح أن كلمة الرئيس السيسي تتماشى مع الاتجاهات العامة والمحاور التي تقوم عليها الدبلوماسية الاقتصادية المصرية، فمصر طالبت بالسعي لتحقيق السلم والأمن الدوليين، والجميع شاهد أن الاضطرابات السياسية أدت لتدهور الوضع الاقتصادي وموجات تضخمية عالمية".

عضوية مصر بمجموعة البريكس فرصة اقتصادية

ومن جانبه، قال الكاتب الصحفي جميل عفيفي، إن قرار انضمام مصر لتكتل بريكس، جاء بناءً على قدراتها الاقتصادية والاستثمارية والبنية التحتية القوية، موضحًا أن عضوية مصر لمجموعة البريكس تمنحها فرص اقتصادية كبيرة منها تسهيل الحصول على تمويلات ميسرة لمشاريعها التنموية من خلال بنك التنمية التابع للبريكس وزيادة التعاون التجاري والاستثماري مع الدول الأعضاء في المجموعة.

ولفت إلى أن الرئيس السيسي تحدث عن نظام عالمي متعدد الأقطاب، وليس قطب واحد يتحكم في مسار العالم، ويستخدم حق الفيتو لمواجهة أي قرارات ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي لحمايتها، مؤكدا أن هذا لم يحقق أي نظام عادل عالمي بالوقت الحالي.