احدث الاخبار من خلال موقع الخليج برس , البرنامج الوطني لحماية الحيوانات الأليفة.. بين حماية التراث والترويج السياحي, اليوم الأحد 27 أكتوبر 2024 02:42 مساءً
في خطوة جديدة تعكس التزام الحكومة المصرية برعاية الحيوانات الأليفة، أطلقت وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، البرنامج الوطني لرعاية وحماية الخيول والإبل والحيوانات الأليفة بالمناطق الأثرية، وشهدت منطقة أهرامات الجيزة الفعالية الأولى لإطلاق هذا البرنامج بحضور مجموعة من كبار المسؤولين والشخصيات العامة.
ويعتبر هذا البرنامج توثيق للخدمات التي يتم تقديمها للحيوانات الأليفة في المناطق الأثرية، حيث في 28 سبتمبر الماضي، وانطلقت قافلة بيطرية مجانية شاملة لفحص وعلاج الخيول والجمال بمنطقة نزلة السمان، وذلك بتنظيم من الهيئة العامة للخدمات البيطرية، وشارك في هذه القافلة مركز البحوث الزراعية من خلال معاهد بحوث التناسليات وصحة الحيوان والأمصال واللقاحات البيطرية، إلى جانب عدد من جمعيات المجتمع المدني مثل جمعية الرفق بالحيوان وجمعية الدواب المصرية ومستشفى بروك.
وركزت القافلة على تقديم الرعاية الصحية للحيوانات، حيث تم تشخيص وعلاج الأمراض الداخلية والخارجية للخيول والإبل، بالإضافة إلى مقاومة الطفيليات من خلال الرش والتجريع. وتم فحص حوالي 300 حصان و220 جمل ضد الطفيليات الداخلية، بالإضافة إلى إجراء رش وقائي لـ520 حيوان، كما تم استخدام السونار لفحص الحيوانات الحوامل وتشخيص الحالات الباطنية، إلى جانب القيام ببعض العمليات الجراحية البسيطة.
استراتيجية شاملة لحماية التراث
ومن أمام هرم خوفو الأكبر، أعلن شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، وعلاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إطلاق البرنامج الوطني لرعاية وحماية الخيول والإبل والحيوانات الأليفة بالمناطق الأثرية، حيث وأكد الوزيران على أهمية البرنامج في حماية الحيوانات وتقديم الرعاية الصحية لها بصفة دورية.
وأوضح وزير السياحة، في تصريحات إعلامية، أن البرنامج يشمل كافة المناطق الأثرية في مصر، بدءً من أهرامات الجيزة، ثم الانتقال تدريجيًا إلى سقارة والأقصر وأسوان، إضافة إلى توفير وحدات بيطرية دائمة في المواقع التي تشهد تجمعات كبيرة للخيول والإبل، بهدف تقديم خدمات التحصين والفحص البيطري بشكل مستمر.
فيما شدد وزير الزراعة، في تصريحات إعلامية، على أهمية هذا البرنامج في تحسين رفاهية الحيوانات الأليفة وتقديم الدعم لأصحابها، مشيرًا إلى أنه سيتم إنشاء مركز تدريب متكامل لتأهيل مالكي ومشغلي الإبل والخيول على كيفية العناية بحيواناتهم، وتعزيز الوعي بأساليب التعامل الحضارية، حيث تستهدف هذه المبادرة تعزيز صورة مصر الحضارية أمام العالم، من خلال تطوير علاقة أصحاب الحيوانات بها، وتأمين حياة كريمة لهذه الحيوانات التي تلعب دورًا حيويًا في صناعة السياحة.
معاون "الزراعة": هدفنا التوازن بين الحفاظ على التراث الثقافي ورعاية الحيوانات
وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور أحمد حسن العريس، معاون وزير الزراعة ومنسق البرنامج، أن الهدف الأساسي هو تحسين رفاهية الحيوانات وتعزيز ثقافة الرفق بها، بالإضافة إلى دعم السياحة البيئية، مضيفًا أن البرنامج يعتمد على التنسيق مع جمعيات المجتمع المدني لضمان تحقيق النجاح المستهدف، وتقديم صورة إيجابية عن مصر في التعامل مع الحيوانات في مناطقها الأثرية.
وأوضح "العريس"، في حديثه، أن هذا البرنامج هدفه الأول رعاية الخيول والإبل والحيوانات الأليفة، لتأكيد حرص الحكومة المصرية على تحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث الثقافي ورعاية الحيوانات التي ترتبط بشكل وثيق بالحياة اليومية في المناطق الأثرية، وذلك من خلال تحسين خدمات الرعاية الصحية والتوعية بأساليب الرفق بالحيوان، ما يعكس حرص القيادة المصرية على تأمين حياة أفضل للحيوانات وتعزيز قيمة السياحة المستدامة في البلاد.
البرنامج الوطني لرعاية الحيوانات ليس الأول
ولم تكن فكرة البرنامج الوطني هي الأولى في هذا الشأن، ففي ديسمبر 2023؛ أعلنت محافظة الفيوم عن مشروع "الملاذ الآمن للحياة البرية" بمحمية وادي الريان، بهدف حماية الحيوانات البرية وتعزيز السياحة البيئية.
ويأتي المشروع بتعاون مصري-أردني مع مؤسسة سمو الأميرة عالية ومؤسسة Four Paws العالمية، ويقام على مساحة 2000 فدان بتكلفة مليار جنيه للمرحلة الأولى، ويشمل إنشاء مرافق لعلاج الحيوانات وتدريب الكوادر البيطرية، وتوفير مساكن للحيوانات التي تعرضت للإيذاء، ويستهدف المشروع تشجيع السياحة البيئية وإعادة إحياء الحياة البرية والنباتية في المنطقة.
وعن ذلك، تحدث الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، في تصريحات إعلامية عن أهمية المشروع في تطوير الاقتصاد المحلي وتعزيز فرص العمل، مشيرًا إلى قربه من العاصمة، مما يجعله نقطة جذب سياحية جديدة.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، في تصريحات إعلامية، أن المشروع يمثل نقلة نوعية في السياحة البيئية، ويعتمد على الطاقة الصديقة للبيئة، ويهدف إلى تعزيز مشاركة المجتمع المحلي.
0 تعليق