احدث الاخبار من خلال موقع الخليج برس , وعد بلفور.. 107 سنوات مِن صمود "مَن يملك", اليوم السبت 2 نوفمبر 2024 02:33 مساءً
يشهد اليوم ذكرى مرور 107 سنوات على أسوأ وعد عرفه التاريخ، والمعروف بـ"وعد بلفور"، وترجم بأنه “ممن لايملك لمن لا يستحق”، وخلق صراعًا مستمرًا منذ ذلك الحين ألقى بظلاله على منطقة الشرق الأوسط بأكمله، مخلفًا ملايين الشهداء والمٌشتتين من الفلسطينين أصحاب الأرض “من يملك” لحساب “اليهود” “من لايملك”.
في الثاني من نوفمبر عام 1917، شهد العالم إصدار وعد بلفور لليهود من الحكومة البريطانية، والذي اعتبر حدثًا محوريًا أسس لحقبة جديدة في تاريخ الشرق الأوسط، حيث تضمن هذا البيان التاريخي عبارات تعبر عن دعم الحكومة البريطانية لإقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، ما أضفى طابعًا رسميًا على تطلعات الحركة الصهيونية التي نشأت في أواخر القرن التاسع عشر ومازالت إلى الأن.
وعد بلفور هو رسالة بعث بها وزير خارجية بريطانيا آنذاك، آرثر جيمس بلفور، إلى اللورد ليونيل روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية، في عام 1917، بعد ثلاث سنوات من المفاوضات بين الحكومة البريطانية والمنظمة الصهيونية العالمية، حيث استطاع زعماء الحركة الصهيونية إقناع البريطانيين بقدرتهم على تحقيق أهدافهم، ما يضمن الحفاظ على المصالح الغربية في المنطقة.
مضمون وعد بلفور
وفي نص الرسالة، أعلنت الحكومة البريطانية عن دعمها لإقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، مع تأكيدها على عدم المساس بالحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، لكن هذا التعهد أثار قلق الفلسطينيين الذين رأوا في هذا الوعد تهديدًا لوجودهم وحقوقهم التاريخية في أرضهم.
الموافقة الغربية على الوعد
كان وعد بلفور بمثابة بداية توافق غربي واسع حول القضية، حيث حصلت بريطانيا على موافقة الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون، وكذلك فرنسا وإيطاليا.
وفي عام 1920، تم اعتماد وعد بلفور رسميًا في مؤتمر سان ريمو، حيث تم تكليف بريطانيا بالانتداب على فلسطين، مما وضع الأساس لتنفيذ الوعد.
الموقف الفلسطيني من وعد بلفور
كان رد الفعل الفلسطيني على وعد بلفور عنيفًا، فقد خاض الشعب الفلسطيني عدة ثورات ضد الاستعمار البريطاني والممارسات الاستيطانية، وفي عام 1920، شهدت البلاد أولى أعمال العنف التي اندلعت اشتباكات بين العرب واليهود، مما أظهر بوضوح بداية النزاع المستمر،كما بدأت ثورة البراق عام 1929 ضد الوجود اليهودي في المنطقة.
الانتداب البريطاني والصراع المتصاعد
وبعد الحرب العالمية الأولى، فرضت عصبة الأمم الانتداب البريطاني على فلسطين، وخلال فترة الانتداب، زادت الهجرة اليهودية بشكل كبير، واستمر الاستيطان اليهودي.
هذه الأفعال أدت إلى تصاعد التوترات بين المجتمعين العربي واليهودي، ومع تصاعد المقاومة العربية، كان رد البريطانيين غالبًا ما يتمثل في القمع.
في عام 1936، اندلعت ثورة فلسطينية كبرى ضد الانتداب البريطاني والممارسات الاستيطانية، لكن هذه الثورة قوبلت بقوة عسكرية كبيرة من قبل البريطانيين، ونتج عنها مزيد من القمع، وزيادة في العنف بين الطرفين.
النكبة وتأسيس دولة إسرائيل
مع اقتراب نهاية الانتداب البريطاني، أصبح الوضع أكثر احتقانًا، ففي عام 1947، قررت الأمم المتحدة تقسيم فلسطين إلى دولتين: واحدة يهودية وأخرى عربية.
رفض العرب هذا القرار، بينما قبلته الجماعات اليهودية، وفي عام 1948، أعلنت دولة إسرائيل استقلالها، مما أدى إلى اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية الأولى، والتي عُرفت بالنكبة للفلسطينيين.
خلال هذه الحرب، تم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من منازلهم، مما أسفر عن إنشاء أكبر أزمة لجوء في التاريخ الحديث.
الصراع المستمر
منذ النكبة، استمر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في التصاعد، وشهدت العقود التالية عدة حروب وأزمات، مثل حرب 1967 وحرب 1973.
و بعد حرب 1967، احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، مما زاد من تعقيد القضية، وفي عام 1987، اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى، التي عُرفت بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي العقود الأخيرة، حاولت العديد من المحاولات السلمية لإنهاء الصراع، لكن تلك الجهود غالبًا ما كانت تعاني من عدم الثقة والفشل في تحقيق السلام المستدام، ومع ذلك، لا تزال القضية الفلسطينية تمثل إحدى القضايا المركزية في الشرق الأوسط.
الوضع قبل بلفور
وقبل وعد بلفور، كانت فلسطين جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، التي استمرت في الحكم لأكثر من 400 عام، وبعد انهيار الإمبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، بدأ الاستعمار البريطاني في المنطقة.
و كانت بريطانيا تسعى لخلق تحالفات جديدة في الشرق الأوسط، ووجدت في الحركة الصهيونية فرصة لتعزيز نفوذها.
والحركة الصهيونية تأسست في أواخر القرن التاسع عشر، كانت تهدف إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وقد وجدت في وعد بلفور دعمًا سياسيًا هامًا.
نتائج الوعد
مع مرور الوقت، أصبح وعد بلفور مستندًا قانونيًا يدعم مطالب الحركة الصهيونية، والتي كانت تتطلع إلى تحقيق حلمها بإقامة دولة يهودية.
وقد جاء هذا الوعد في وقت كان اليهود يعانون من الاضطهاد والتمييز في أوروبا، مما أضاف أبعادًا إنسانية وسياسية على الصراع القائم.
التأثير المستمر
واليوم، لا يزال وعد بلفور رمزًا للظلم والاحتلال، حيث يستمر الفلسطينيون في النضال من أجل حقوقهم المشروعة بما في ذلك حق العودة وتقرير المصير في ظل الصراع الذي يعيشونه إلى الأن مع اليهود لاسترداد أرضهم، وإلى الأن تظل قضية فلسطين حية في الذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني والأمة العربية، وتدعو المجتمع الدولي إلى الاعتراف بالحقوق الفلسطينية وتحقيق العدالة وتمزيق هذا الوعد الأسوأ في التاريخ.
0 تعليق