بدأت وزارة الصحة التحرك لمواجهة بيزنس الولادة القيصرية حيث وصلت النسبة إلي 72% من حالات الولادة وأصبحت مصر الأولي عالمياً في هذا المجال حيث وضعت وزارة الصحة استراتيجية وطنية للتمريض "القبالة" تعتمد علي تدريب القابلات أو الدايات لمساعدة الحوامل علي ولادة طبيعية آمنة ولأول مرة ادراج القبالة في المناهج التعليمية لكليات التمريض بالاضافة إلي العديد من الاجراءات.

الخبراء والأطباء أكدوا ان الاسراف في اللجوء للولادة القيصرية يعرض حياة الأم والجنين للخطر وتستنزف أموال الأسر وان هناك 10 حالات اضطرارية فقط يمكن فيهم اللجوء للولادة القيصرية.

اشاروا إلي ان مصر تنفق سنوياً ما يزيد علي 165 مليار جنيه علي أمراض التقزم والتوحد والحضانات والانيميا  والألبان بسبب الولادة القيصرية.

نصحوا الأمهات بالاستفادة من مزايا الولادة الطبيعي المهبلية للطفل والمرأة واختيار الطبيب ومقدم الرعاية الصحية الذي يساعد المرأة علي الولادة الطبيعية.

اشاروا إلي ان فاتورة الولادات القيصرية ارتفعت لـ 14 مليار و525 مليون جنيه سنوياً في مقابل 3 مليارات و675 مليار جنيه للولادة الطبيعية وفقاً لاحصائيات جهات عالمية ومحلية.

أكد . د. عبدالحميد أباظة مساعد وزير الصحة لشئون السكان "سابقا"انه من المفترض ان نسبة 15% كحد أقصي لعدد الولادات القيصرية في أي بلد. لكن معظم دول العالم تجاوزت هذا الحد.وإحصاءات المنظمة أثبتت تضاعف معدلات الولادة القيصرية حول العالم 3 مرات خلال 3 عقود .فقد ارتفعت معدلات الولادة القيصرية حول العالم من 7% خلال عام 1990 إلي 52% عام2021 حتي وصلت النسبة إلي 72% خلال العام الماضي.

أضاف ان مصر اصبحت تحتل المرتبة الأولي عالميا في عدد الولادات القيصرية بحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية.ووفقا لأحدث مسح لمنظمة الصحة العالمية. فإن الدول الخمسة الأعلي من ناحية معدلات الولادة القيصرية هي:مصر 72% والدومنيكان بنسبة 58.1% والبرازيل بنسبة 55.7% وقبرص بنسبة 55.3% ثم تركيا بنسبة 50.8% ويتفق هذا المسح تقريبا مع النسب التي أعلنت عنها وزارة الصحة المصرية في المسح الصحي الأخير خلال عام 2014. حيث أشار المسح إلي أن نسبة الولادة القيصرية في مصر بلغت 50% تقريبا. عام 2014 وهو ما يعني أن 5 من كل 10 سيدات مصريات تلدن عبر جراحة قيصرية.

قال ان الولادة القيصرية اصبحت ظاهرة غير صحية وزادت نسب القيام بها في الفترة الأخيرة دون داعي أو ضرورة طبية.مما يعرض حياة الأم والجنين للخطر واستنزاف اموال الاسر كما ان الترويح والدعاية لهذا النوع من الولادة سواء من جانب بعض الأطباء أو المنشآت الطبية الخاصة التي تجد في هذا النوع مقابلًا ماديًّا أعلي ووقتًا أقل مقارنة بالولادة الطبيعية. ومن هذا المنطلق لجأ بعض الأطباء إلي استخدام شعارات مثل "ولادة بدون آلام" وغيرها من الشعارات التي تروج للولادة القيصرية والتخويف من الولادة الطبيعية وصعوبتها مقابل القيصرية التي تتم في أجواء هادئة بعيدًا عن الآلام والصراخ.

أوضح أن السبب في ذلك يرجع إلي الأم أو الطبيب نفسه. فبعض النساء يكن غير مستعدات نفسيًّا ولا عضويًّا للولادة الطبيعية. التي تحتاج إلي استعداد ووعي من الأم للقيام بها. كما أن الأمهات عادة ما تكون لديهن مخاوف بشأن صعوبة الولادة والآلام المرتبطة بها. وبالتالي يخترن البعد عنها واللجوء إلي الحل الأسهل كما يتوهمون.. مشيرا إلي أن الولادة القيصرية تزيد معدل دخول الأطفال للحضانات أكثر 3 مرات من الولادة الطبيعية. كما أن الأمانة الطبية علي الطبيب تقتضي أنه يوضح للأم أضرار الولادة القيصرية عن الطبيعية¢وهذا لم يحدث من قبل العديد من الأطباء.

اشار الي ان منظمة الصحة العالمية حذرت من أن الولادة القيصرية مؤكدة انها باتت الأكثر انتشارا حول العالم وأن الولادة الطبيعية باتت هي الاستثناء. الأمر الذي يهدد حياة ملايين النساء و الأطفال إذا ما تم إجراء هذه الجراحة دون حاجة طبية إليها.وكما ان المنظمةحددت نسبة 15% كحد أقصي لعدد الولادات القيصرية في أي بلد. لكن معظم دول العالم تجاوزت هذا الحد.

لفت الي أن ¢الولادة القيصرية غير المبررة تعتبر عملية كبري لها مضاعفات كثيرة. منها حدوث نزيف أكتر من الولادة الطبيعية. واحتمال حدوث مضاعفات للتخدير سواء النصفي أو الكلي. فضلا عن زيادة فرص الولادة المبكرة في الحمل التالي. وزيادة احتمال احتياج الطفل لحضانة بعد الولادة مما يكلف الدولة والأسرة مبالغ إضافية¢.

أوضح ان هناك بعض النساء تميل إلي إبداء رغبتهنّ بالخضوع للولادة القيصرية لأسبابي غير طبيّة. وهنا لابد ان يقوم الطبيب أو القابلة بشرح الفوائد والمخاطر الإجمالية المُترتبة علي الولادة القيصرية. والتي قد تلحق بالمرأة وطفلها مقارنةً بالولادة الطبيعية المهبليّة. وفي حال كان الخوف أو القلق من الولادة الطبيعية هو السبب وراء تفضيل الولادة القيصريّة فلا ضرر من مناقشة هذا الأمر مع الطبيب أو القابلة للحصول علي الدعم المطلوب أثناء الحمل والمخاض. وفي حال عدم اقتناع السيدة الحامل بالولادة الطبيعية فيمكن عندها إجراء ولادة قيصرية مُخطط لها. إلّا أنّه غالبًا وفي حال طلب المرأة الطبيعية علي القيصرية دون أساس طبيّ. فإنّ مقدمي الرعاية الصحية يبذلون جهدهم لمنع الضرر غير الضروري الذي قد يلحق بالمرأة والطفل جراء ذلك.

نصح اباظة الاطباء والامهات تقليل الحاجة للولادة القيصرية والاستفادة من مزايا الولادة الطبيعية المهبلية للطفل والمرأة. واختيار الطبيب ومقدم الرعاية الصحية الذي سيساعد المرأة خلال الولادة بحكمة. حيث يعدّ هذا الأمر أحد الطرق الرئيسية لتجنب الولادة القيصريّة غير الضرورية. والإلمام بطبيعة الولادة والمخاض. وإدراك أهم النواحي المُتعلقة بذلك. ممّا يُساهم في منح المرأة شعورًا بالراحة مع المحيط. وشعورًا بالارتياح تجاه الولادة.

اضاف انه يجب علي الطبيب عدم اللجوء إلي الولادة القيصريّة الا في حالات الضرورة الصحية للحفاظ علي صحة الأم للام والجنين ويجب مساعدة الحامل علي الولادة الطبيعية وتسهيل مهمة الولادة في المستشفيات العامة والخاصة وأن تلتزم المستشفيات الخاصة بتعليمات وزارة الصحة من أجل الحفاظ علي الأم والجنين.

تدريبات دورية

أكد الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان ان الوزير وجه باتخاذها إجراءات سريعة للتقليل من عمليات الولادة القيصرية غير الضرورية. تشمل التوجيه بمساواة أتعاب الأطباء والطواقم الطبية عن الولادات الطبيعية بمثيلتها عن الولادات القيصرية. وتخصيص حافز مالي للفريق الطبي الذي يحقق معدلات أعلي للولادة الطبيعية.

أضاف ان الوزير وجه بضرورة وضع التشريعات التي تضمن حق الطبيب أو الممرضة لتطبيق الولادات الطبيعية أثناء حدوث الأثار الجانبية البسيطة. إلي جانب تنظيم تدريبات دورية للفرق الطبية أثناء الخدمة. مع توجيه القائمين علي المنشآت الطبية الحكومية والخاصة. بجمع المعلومات الصحية والبيانات الروتينية عن الولادات القيصرية وأسبابها. لتحقيق الحوكمة في البيانات. وتحليل جميع أسباب الولادات القيصرية. والزام جميع المستشفيات الخاصة والحكومية بالعمل بالدلائل الارشادية المتعلقة بأسباب وضوابط اللجوء للولادة القيصرية.

كشف انه يتم حاليا عمل الاستبيانات والدراسات في المناطق السكنية. لمعرفة البيانات التي تساعد في تحسين طرق تشجيع المرأة الحامل علي تبني فكرة الولادات الطبيعية. إلي جانب عقد مناقشات مجتمعية لأضرار الولادات القيصرية. وزيادة جلسات التثقيف النفسي للنساء اللاتي يعانين الخوف من الألم. كما وجه بتفعيل دور المجتمع المدني للمشاركة في ترسيخ المفاهيم الصحيحة عن الولادة الطبيعة وفوائدها للأم والطفل. وأضرار الولادة القيصرية "دون مبرر طبي". منوها إلي أن الإجراءات التي وجه الوزير بتطبيقها. تتضمن تنفيذ حملة إعلامية مكثفة لتوعية النساء وأزواجهن. بأضرار الولادة القيصرية - غير المبررة - وخطورتها علي الأم والجنين. مع استعراض فوائد ومزايا الولادة الطبيعية.

رغبة الحوامل

اكد د.هيثم رشوان استشاري النساء والتوليد ان السيدات الحوامل هي التي ترغب في الولادة القيصرية حتي تتفادي ألم الولادة الطبيعية ولايستطيع الطبيب رفض طلب السيدة الحامل لان رغبتها في الولادة القيصرية وقد يتعرض الطبيب للاعتداء من أسرة السيدة بسبب مشاهدتهم لها وهي تتألم من ألم المخاض ويعتقدون أن الطبيب هو المقصر في عملية الولاده وعندما يشاهدون الطبيب يجلس علي مكتبه والسيدة تصرخ من ألم الولادة يمتلكهم الغضب وقد يعتدون علي الطبيب ويطلبون منه إجراء الولادة القيصريّة لتفادي ألم الولادة الطبيعية.
اوضح ان رغبة السيدة الحامل واسرتها وراء استعجال الولادة القيصرية كما ان اسرتها ترفض تعرضها لألم الولادة الطبيعية وقد يعتدون علي الطبيب لشعورهم بأنه أهمل في ولادتها.
أشار الي ان الولادة القيصرية: تنقسم إلي قسمين ولادة قيصرية مُخططي لها يمكن إخضاع المرأة له اعتبارًا من الأسبوع التاسع والثلاثين من الحمل. أو إجراءي اضطراري إجباري ضمن الحالات الطارئة التي يُعتقد فيها أنّ الولادة الطبيعيّة المهبليّة تشكّل مخاطرة صحّية.
موضحا ان هناك حالات تكون فيها الولادة القيصرية ضرورة طبية لا غني عنها . وهي كثيرة اولاً: ¢أن يكون هناك خطورة من الولادة الطبيعية علي الأم أو وضعيّة الطفل: حيث إنّ اتخاذ الجنين لوضعيّة المقعد داخل الرحم بحيث تكون أقدامه أو مؤخرته للأسفل. أو الوضعية العرضيّة الجانبيّة في الرّحم يدفع الأطباء إلي اللجوء إلي الولادة القيصريّة المُخطط لها. وعلي الرغم من ذلك إلّا أنّه من الممكن قلب وضعية بعض الأجنة قبل بدء المخاض أو إخضاعهم للولادة المهبليّة بالاستعانة بتقنيات خاصّة. وعليه يُمكن القول إنّ وجود الطفل بأحد الوضعيتين السابقتين لا يعني الولادة القيصرية بشكلي مؤكد.
اضاف إن ¢نسب الولادة القيصرية المرتفعة في مصر. تعود بالضرر علي النواحي الاقتصادية والصحية. وتمثل عبئاً علي الدولة إضافة إلي المخاطر الصحية التي تتمثل بالوفاة أثناء الجراحة. أو المضاعفات بعيدة المدي مع تكرار إجراء العملية. موضحاً أن ¢نسبة الخطورة تتزايد علي صحة الأم في كل الولادات المقبلة. فضلاً عن تقليل اكتمال رئة الطفل ما يستدعي وضعه في حضانة¢. مؤكداً أن ¢الولادة الطبيعية تساعد علي تحسن عملية تنفس الطفل¢
ذكر أن الولادة الطبيعية ¢تحتاج إلي استعداد من قبل الأم. من خلال ممارسة الرياضة¢. موضحاً أنه يجب وضع اليات لحالات الولادة القيصرية في المستشفيات الخاصة ومراقبة مايتم هناك منوهاً بأهمية شرح الطبيب الفارق بين الولادة الطبيعية والقيصرية وإمداد الحوامل بالمعلومات العلمية لتشجيعهم علي الولادة الطبيعية. كما أكد أهمية ارتفاع نسبة الوعي لدي السيدات لتكون لديهن رغبة بالولادة الطبيعية.
طالب بضرورة إطلاق "مبادرات قومية ومشروعاً قومياً لزيادة الوعي بأهمية تشجيع السيدات علي الولادة الطبيعية. تتكاتف فيه أجهزة الدولة. من الوزارات المختلفة ومجالس حقوق المرأة والأمومة والطفولة. وشركات التأمين الصحي¢. لافتاً إلي أن "البرازيل كانت الدولة الأولي عالمياً في الولادة القيصرية. وتراجعت بعد إطلاقها مبادرات توعية لزيادة وعي السيدات لديها. بمساعدة جمعيات المجتمع المدني. بالتالي تشجعت سيدات كثيرات علي طلب الولادة الطبيعية. أما في مصر فالأمر يزداد تعقيداً. وفي زيادة مستمرة من دون وجود تحرك حقيقي لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة. التي تهدد حياة الأمهات المصريات". مشيراً إلي أن "المشكلة الآن ليست أن النسبة عالية فقط. بل إنها في زيادة مستمرة".

مشورة متكاملة

قالت د. عبلة الألفي نائب وزير الصحة لشئون السكان وتنمية الأسرة انه من الضروري التأكيد المستمر علي تسجيل البارتوجرام وتطبيقات روبسون لاتخاذ قرار الولادة القيصرية. لتلافي العمليات غير المبررة خاصة في الولادات البكرية.
أشارت إلي أهمية الالتزام باستخدام وسيلة تنظيم الأسرة عقب الولادة القيصرية مباشرة. وتقديم النصيحة بأفضلية هذه الوسائل من خلال أطباء النساء والتوليد بالمستشفي. ووصف الحبوب عقب الولادة الطبيعية. لحين متابعة السيدة في غرفة المتابعة عقب الأسبوع الأول من الولادة. وإحالتها للمتابعة في وحدة الرعاية الأساسية الأقرب لها للمتابعة. وتقديم خدمات التغذية وقياس التطور العصبي والنمو ورعاية الطفل والأم والتطعيمات المختلفة.
لفتت إلي ضرورة الاستفادة من مقدمي المشورة . في تقديم الدعم للسيدات خلال الولادة. وضرورة متابعة تطبيق رعاية الجلد الجلد داخل الحضانة والسماح للأمهات بالرضاعة الطبيعية في الساعه الذهبية الأولي بعد الولادة. ثم متابعتها لحين إحالتها إلي وحدة الرعاية الأساسية الأقرب إليها لتقديم مشورة ما بعد الولادة للأم.
أكدت أن المبادرة الرئاسية الألف يوم الذهبية لتنمية الأسرة المصرية . ستعمل علي تقديم المشورة الأسرية المتكاملة بدءا من مشورة ماقبل الزواج. وصولا إلي مشورة فترة ما حول الحمل. وحتي بعد الولادة ومتابعة الطفل. وأن ذلك سيسهم بشكل فعال في توعية الشباب والسيدات. بصحتهم الإنجابية لاسيما أن 97% من السيدات في المحافظة لم تحصل علي مشورة تنظيم الأسرة. فضلا عن أن معدل السيدات المتزوجات واللاتي لا يستخدمن وسيلة تنظيم أسرة بلغ 24.2 %. وشددت علي ضرورة الالتزام بتركيب وسيلة تنظيم الأسرة عقب الولادة القيصرية مباشرة. فضلا عن وصف الحبوب عقب الولادة الطبيعية. خاصة أن نسبة تركيب الوسائل عقب الولادة بالمحافظة بلغت 2.6%.
أوضحت أن ملف سوء التغذية من أهم الملفات التي تضعها الدولة المصرية ووزارة الصحة علي رأس أولوياتها لما يمثل حجر الزاوية في تحسين صحة الأجيال القادمة وباستعراض الارقام الناتجة عن سوء التغذية يتضح أهمية الاهتمام بهذا الملف الهام حيث وفقا للأرقام الرسمية فإن مصر تنفق 20 مليار جنيه علي أمراض التقزم والأنيميا. و4 مليار جنيه علي الألبان. و 25 مليار علي مرض السكر. و25 مليار علي مرض التوحد. و87 مليار جنيه علي الحضانات.
شددت وزارة الصحة والسكان من ملف الولادة القيصرية الغير مبررة لما تشكله من مشاكل كبيرة علي صحة الأطفال والأجيال القادمة بداية من الصحة العامة للطفل وصولا بالأمراض الناتجة عن هذا النوع من الولادة . مشيرة إلي أن الولادة القيصرية قرار طبي وليس قرار شخصي للسيدات.
كشفت ان أسعار عمليات الولادة القيصرية في المستشفيات الخاصة تتراوح من 15 إلي 50 ألف جنيه مصري "الدولار يساوي 48.3 جنيه مصري". وذلك حسب مستوي تقديم الخدمة. مؤكدة اننا "نرصد كل أسبوع في الوزارة معدل الولادات القيصرية في المستشفيات. وتحديداً في المستشفيات الخاصة التي تُسجل أكثر من 60 في المائة من معدل الولادات. وبالتالي نقوم بتوحيد المعايير الطبية لتطبيقها علي المستشفيات الحكومية والخاصة والجامعية علي السواء".
أضافت: ¢هناك دليل آخر لأسباب الولادة القيصرية. وبالتالي هناك ميثاق مع الأطباء فيما يخص قرار الولادة القيصرية والطبيعية. وحال رأينا معدلات المستشفي مرتفعة بالولادة القيصرية سنتابع ذلك ونري مدي تطبيق هذه الأدلة¢.
تابعت اننا نعمل علي مساعدين للأطباء وهو نظام القبالة وهم مدربين علي برنامج علمي. وهؤلاء ما نهدف عن طريقهم لخفض معدلات الولادة القيصرية. فضلاً عن كون الوعي ضروري لدي السيدات. خاصة أن الولادة القيصرية قرار طبي وليس قرارا شخصياً. والدكتور مش من حقه يستمع ليها لو طلبت ولادة قيصرية¢.
أشارت الألفي إلي صدور قرارات داخل وزارة الصحة للمساعدة في تنفيذ استراتيجيات تأهيل القيصرية. علي رأسها المساواة في حساب تكلفة الولادة القيصرية والطبيعية. ومحاولة معرفة المعوقات مثل زيادة عدد أطباء التخدير ونعمل علي إصلاح معدلات القيصرية وهذا هدف وطني مراعاة لمصلحة الأم والطفل لأن تأثيرها طويل المفعول.

ارتفاع غير مسبوق

قالت الدكتورة مايسة شوقي أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع بكلية طب جامعة القاهرة ونائب وزيرالصحة والسكان ¢الأسبق¢ لشئون الاسرة والسكان ان نسبة إجراءالولادات القيصرية في مصر تشهد ارتفاعا غير مسبوقا وغير مبررا حيث أفاد مسح الاسرة في 2021 ان نسبة الولالدات القيصرية بلغت 72% وهي النسبة الاعلي علي الصعيد الدولي.
أوضحت د. مايسة ان بعض النساء يفضلن إجراء ولادة قيصرية مع أول طفل لهن لتجنب آلام المخاض أوللتخطيط لوقت الولادة ولكن الولادة القيصرية ليست اختيارا جيدًا فكلما زاد عدد الولادات القيصرية زادت مخاطرالحمل المستقبلية. ومن بين هذه المخاطرحساسية الام للتخديروالتي قد تودي بحياتها و النزيف الشديد و تكون الام اكثر عرضة لحمي النفاس و يعاني الطفل من تأخر البدء في الرضاعة الطبيعية. وعلي الصعيد الاخر يتخذ الكثير من أطباء التوليد قرار إجراء القيصرية بدون اسناد طبي و الاغلب انه دافع مادي يهدف لتوفير وقت الطبيب والتمريض و يزيد من أتعاب الفريق الطبي والمستشفيات.
أشارت إلي ان هناك دواعي طبية محددة تتطلب اجراء الولادة القيصرية وفقا للارشادات الطبية العالمية و منها: المخاض المتعسر "عسر الولادة" هو أحد الأسباب الأكثر شيوعًا للولادة القيصرية.
* وجود مشكلة لدي المولود. مثل عدم انتظام نبضات قلب الطفل.
* اتخاذ الطفل أو الأطفال وضع غير طبيعي. مثل الولادة بالأقدام أو الأرداف أولاً "الوضع المقعدي" أو بالكتف "الوضعية المستعرضة".
* الحمل بأكثر من طفل» توأمان أو ثلاثة توائم أو أكثرخاصة اذا كانت اوزانهم كبيرة.
* وجود مشكلة في المشيمة ¢ المشيمة المنزاحة¢ أو تدلي الحبل السري
* اصابة الام بمشكلة صحية. مثل داء السكري حيث يكون المولود حجمه كبير أو اصابتها بأمراض القلب.
ثمنت مايسه علي نجاح التوجيهات من خفض معدل القيصرية في عدة محافظات منها محافظتي كفر الشيخ والغربية والبحيرة وعدد من محافظات الوجه القبلي.مشيرة الي انه من الضروري تكثيف التوعية الصحية اثناء متابعة الحمل وتضمينها أضرارومخاطر الولادة القيصرية لتكون الام قادرة علي المشاركة في اتخاذ قرارالولادة الطبيعية وان يكون قرارها مبني علي المعرفة.
كشفت ان خطط وزارة الصحة والسكان تهدف للحد من العمليات القيصرية "دون ضرورة طبية" موضحة أن "نسبة المواليد الجدد في العام الماضي سجلت مليوني طفل. من بينهم 72 في المائة بولادة قيصرية. بما يمثل نحو مليون ونصف مليون طفل. وهذا من الملفات التي تعمل عليها الوزارة منذ سنوات. ونأمل خفض هذا الرقم بنهاية العام الحالي".
تُرجع الدكتورة مايسة ارتفاع تلك النسب إلي أسباب عدة مشتركة بين الأطباء والسيدات. قائلة: "هناك استسهال للولادة القيصرية بشكل عام. وعدم الانتباه لمخاطرها. فالسيدات يطلبن من الأطباء عدم الخضوع للولادة الطبيعية. خوفاً من الألم أو لعامل السرعة. رغم أن قرار الولادة القيصرية يجب أن يخضع لقرارات وآليات طبية وليس للتفضيلات الشخصية".