احتفالات شعب الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بذكرى ثورة 14 أكتوبر تحمل أهمية كبيرة، خاصة في ظل السياق السياسي والوطني المتعلق بالسعي نحو استعادة الدولة الجنوبية. هذه الاحتفالات تُعتبر رمزاً وطنياً يعكس تطلعات الجنوبيين لإعادة تحقيق استقلالهم وهويتهم السياسية، وتبرز أهميتها في عدة جوانب:

تأكيد الهوية الجنوبية: الاحتفالات بذكرى ثورة 14 أكتوبر تعد فرصة لتذكير الأجيال الحالية بالقيم الوطنية للثورة، وتعزز الهوية الجنوبية التي يسعى شعب الجنوب للحفاظ عليها وسط التحديات السياسية الراهنة.

توحيد الصف الجنوبي: تجمع الاحتفالات مختلف الأطياف الجنوبية تحت راية واحدة، ما يساعد في تعزيز الوحدة بين أبناء الجنوب، ويُظهر الدعم الشعبي للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يقود الحراك نحو استعادة الدولة الجنوبية.

إرسال رسالة سياسية: من خلال هذه الاحتفالات، يرسل الجنوبيون رسالة قوية إلى الداخل والخارج بأنهم ملتزمون بمسارهم نحو استعادة الدولة، وأن قضية الجنوب ليست قضية هامشية بل هي مسألة مركزية تتعلق بحق تقرير المصير.

استذكار الثورة ورموزها: تمثل ثورة 14 أكتوبر رمزاً للنضال ضد الاستعمار البريطاني، واستعادة ذكرى هذا النضال يُعزز الروح النضالية لدى الجنوبيين، ويربط الماضي بالحاضر في معركة استعادة حقوقهم السياسية والسيادية.

تعزيز الشرعية الشعبية للمجلس الانتقالي: المشاركة الواسعة في الاحتفالات تعكس دعم الشعب للمجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته، وتمنح المجلس مزيداً من القوة والشرعية للمضي قدماً في المطالبات السياسية بالاستقلال.

تحفيز الدعم الإقليمي والدولي: الاحتفالات الكبيرة والمظاهر الشعبية قد تساعد في لفت انتباه المجتمع الدولي والإقليمي إلى قضية الجنوب، وتسهم في تعزيز الضغط لتحقيق الحلول السياسية المناسبة التي تراعي تطلعات شعب الجنوب.

بالتالي، فإن هذه الاحتفالات ليست مجرد مناسبات ثقافية أو وطنية، بل تحمل في طياتها دلالات سياسية عميقة تسهم في تحقيق التطلعات نحو استعادة الدولة الجنوبية وتحقيق الاستقلال الكامل.

 د. عبدالله عبدالصمد 

مساعد رئيس الهيئة السياسية ووحدة شؤون المفاوضات بالمجلس الانتقالي الجنوبي‏