جاء كتاب "نجيب محفوظ في السينما المصرية" للكاتب والناقد الفني الكبير هاشم النحاس، ليستعيد الدور الذي لعبه صاحب جائزة نوبل قبل وبعد حصوله على الجائزة في السينما المصرية. 

يشير الكتاب إلى ما قدمه الكاتب الروائي نجيب محفوظ عبر رؤيته الفريدة  للمجتمع المصري، مستعرضًا قضاياه المعقدة بعمق ودقة، إلى جانب كشفه مسيرته في السينما المصرية تؤكد مكانته ككاتب عالمي ذو تأثير واسع النطاق ليس فقط في الأدب.

يؤكد "النحاس" في الكتاب أهمية وجود نجيب محفوظ في السينما تلك الأهمية التي لا تقل عن وجوده في أدبنا المعاصر لدرجة أنها تفوق أهمية وجوده في الأدب من عدة نواحٍ. 

ويرى المؤلف، أن السينما منحت نجيب محفوظ قدرة على التأثير  لصبح أوسع انتشارًا مما حققه في الأدب، ولفت إلى أن انتشار نجيب محفوظ عن طريق السينما رفع من انتشاره في مجال الأدب نفسه.

 ويذهب الكتاب للتأكيد على أن "محفوظ" أول أديب عربي يكتب للسينما، بدأ عام 1945 وكان أول أفلامه "مغامرات عنتر وعبلة"، وبعده كتب سيناريو فيلم "المنتقم" والفيلمان من إخراج صلاح أبو سيف.

 بداية علاقة نجيب محفوظ بالسينما 

 يحكي نجيب محفوظ عن بداية علاقته بالعمل السينمائي فيقول: "عرفني صديقي المرحوك فؤاد نويرة بصلاح  أبو سيف، وطلب مني أن أشاركهما في كتابة سيناريو فيلم للسينما اخترنا له فيما بعد اسم (مغامرات عنتر وعبلة)، وكان صلاح أبو سيف هو صاحب فكرة الفيلم وقد شجعني للعمل معه.

دور صلاح أبو سيف في تعلم محفوظ كتابة السيناريو 

واستكمل محفوظ حديثه: "الحقيقة أني تعلمت كتابة السيناريو على يد صلاح أبو سيف. كان يشرح لي في كل مرحلة من مراحل كتابته ما هو المطلوب مني بالضبط.. وبعد أن أنفذه أعرضه للمناقشة التي كان يشاركنا فيها الدكتور فؤاء نويرة ومعه عبدالعزيز سلام كاتب الحوار والأغاني".

نجيب محفوظ أكثر الأدباء المصريين أعمالا في السينما

 يؤكد "النحاس" أن نجيب محفوظ أكثر الأدباء المصريين أعمالا في السينما، قدم 59 فيلمًا حتى عام 1988، وأكثرهم تنوعًا في إسهاماته 52 عملاً بين سيناريو أو قصة للسينما أو قصة سيناريو معًا أو إعداد سينمائي أما الأفلام التي أخذت من أعماله الأدبية المنشورة قصة أو رواية فتبلغ 35 فيلمًا يليه في هذه الأهمية، من هذه الناحية، إحسان عبدالقدوس، حيث تبلغ الأفلام التي أخذت عن قصصه ورواياته حوالي 22 فيلمًا.

ويؤكد الكاتب أن نتاج أعمال "محفوظ" في السينما سواء قصة أو رواية أو سيناريو، لم يجعل الأمر غريبًا على أن تحصد أعماله المرتبة الأولى في قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ  السينما المصرية، التي حصرها الناقد سعد الدين توفيق وبلغت 11 فيلمًا من الأفلام التي كتب لها نجيب محفوظ السيناريو أو القصة أو كليهما معًا، وستة أفلام من الأفلام التي أخذت عن رواياته، وهي بحسب ظهورها "لك يوم ياظالم، ريا وسكينة، الوحش، جعلوني مجرمًا، درب المهابيل، شباب امرأة، جميلة، إحنا التلامذة، بين السماء والأرض، بداية ونهاية، اللص والكلاب، الناصر صلاح الدين، الطريق، القاهرة خان الخليلي، السمان والخريف.