هل تُضاعف فصائل المقاومة خسائر جيش الاحتلال بعد اغتيال قيادتها؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

احدث الاخبار من خلال موقع الخليج برس , هل تُضاعف فصائل المقاومة خسائر جيش الاحتلال بعد اغتيال قيادتها؟, اليوم السبت 26 أكتوبر 2024 05:04 مساءً

على غير التوقعات أبدت فصائل المقاومة الفلسطينية، التي فقدت معظم قيادتها وآخرها اغتيال يحيى السنوار، الأيام الماضية، حفاظًا ملحوظًا على استراتيجيتها النضالية من أجل التحرير والاستقلال؛ حيث واصلت فصائلها المختلفة وعلى رأسها كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة وألحقت بها خسائر جمة لا تقر بها دولة الاحتلال إلا قليلًا.

 

فوسط المعارك العنيفة التي لا تنتهي على مدار الساعة في مختلف مناطق غزة، وخاصة في جباليا شمالًا، تحدثت تقاريرعدة عن قدرة المقاومة العسكرية بعد خسارتها الكبيرة بفقدها يحيى السنوار في 16 أكتوبر في معركة ميدانية بالقرب من مدينة رفح الجنوبية.

وجاء اغتيال السنوار بعد سلسلة متتالية من الخسائر في رتب عالية لحماس، بما في ذلك سلف السنوار، إسماعيل هنية، الذي اغتالته إسرائيل في يوليو أثناء تواجده في إيران.

أكد عضو المكتب السياسي لحماس والمتحدث باسمها باسم نعيم لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، الجمعة، أن استراتيجية الحركة المسلحة الفلسطينية ظلت دون انقطاع، وأن اغتيال قياداتها يجعلها أقوى.

وقال نعيم: "من المؤكد أن اغتيال يحيى السنوار أبو إبراهيم خسارة كبيرة لنا في حركة حماس، ولشعبنا الفلسطيني، بل وللأمة العربية وأحرار العالم". "لكن من المؤكد أن حركة حماس حركة كبيرة، حركة مقاومة من أجل التحرير والعودة، واستراتيجيتها ليست قائمة على حضور شخص أو غيابه، بل هي استراتيجية جماعية يتبناها ملايين من أبناء الشعب الفلسطيني من أجل التحرير والعودة".

وفي حين زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل أكثر من 17000 مقاتل من حماس طوال الصراع، أكد نعيم أن المجموعة احتفظت بقاعدة دعم كبيرة في غزة والضفة الغربية وكذلك خارج الأراضي الفلسطينية وكانت "مليئة بالقادة والكوادر القادرة على مواصلة هذا المسار".

وبشأن قدرة الحركة عسكريًا، أكد نعيم أن كتائب المقاومة ما زالت بنفس قوتها، وتنفذ عملياتها على الأرض، التي تسفر عن مقتل كثير من الضباط والجنود الإسرائيليين، مستشهدًا بمقتل قائد اللواء 401 الإسرائيلي، إحسان دقسة، الذي قٌتل في معركة في جباليا.

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السادس من الشهر الحالي هجوما في شمال القطاع، خاصة في منطقة جباليا، حيث يشير الى أن حماس تعيد تشكيل صفوفها.

 

المقاومة تقود حرب عصابات قوية وتكبد الاحتلال خسائر جمة في جباليا

في السياق، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن محللين عسكريين وجنود إسرائيليين، إن تكتيكات كتائب القسام في شمال غزة، تجعل هزيمتها صعبة، مشيرين إلى أن حماس تملك مقاتلين وذخائر كافية "لتوريط إسرائيل بحرب بطيئة لا فوز فيها".

وأشارت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها نشر الثلاثاء الماضي، إلى أن ما وصفته بتكتيكات الكر والفر سمحت لحماس بإلحاق الأذى بإسرائيل وتجنب الهزيمة.

وأوضحت أن قتل حماس قائد اللواء 401 العقيد إحسان دقسة في شمال غزة، أكد أن الجناح العسكري لحماس، على الرغم من عدم قدرته على العمل كجيش تقليدي، لا يزال يقود ما وصفته بـ"حرب عصابات قوية".

كما أشارت إلى أن الهجوم المفاجئ الذي قتل فيه الضابط الإسرائيلي الرفيع يوضح كيف صمدت حماس لمدة عام تقريبًا منذ عدوان إسرائيل على غزة، ومن المرجح أن تكون قادرة على ذلك حتى بعد اغتيال رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار.

ووفقا للنيويورك تايمز، قال المحللون والجنود الإسرائيليون، إن مقاتلي حماس المتبقين يتوارون عن الأنظار في المباني المدمرة وشبكة الأنفاق الضخمة تحت الأرض التي لا يزال الكثير منها سليما على الرغم من سعي إسرائيل لتدميرها.

في الإطار، ذكرت صحيفة الشرق الأوسط، نقلًا عن مصادر ميدانية في غزة، أن كتائب القسام الجناح العسكري لحماس وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، كبدت الاحتلال الذي يحاول منذ أكثر من أسبوعين تطويق شمال غزة، بهدف فصله عن باقي القطاع، خسائر فادحة في منطقة جباليا، لا تعلنها إسرائيل، مشيرة إلى أن عناصر المقاومة الفلسطينية يطورون أساليب وتكتيكات في كل مرة تفاجئ الاحتلال.

وتحت عنوان: "هل استعادت حماس قدراتها العسكرية في جباليا؟"، نقلت الشرق الأوسط، عن المصادر أن سبب عودة جيش الاحتلال إلى شمال غزة، هو أن كتائب القسام وسرايا القدس لازالتا قادرتين على إبداء مقاومة شديدة، فاجأت بها إسرائيل، لا سيما من خلال تفخيخ المنازل، ونصب عبوات ناسفة في الشوارع ونجاحها في استخدام أنفاق قديمة أعادت إصلاح بعضها جزئيًا وجهّزتها لتنفيذ مثل هذه العمليات، والاعتماد على أزقة الشوارع الصغيرة بالمخيم لمفاجأة جيش الاحتلال.

 

 

ولدى حماس في شمال قطاع غزة - جباليا، وبيت لاهيا، وبيت حانون - 6 كتائب قتالية، وكتيبة تخصصات تقدم خدمات عسكرية أخرى، مثل: "الدروع، والقنص، والهندسة، والخدمات الطبية، وغيرها". 

وبحسب مصادر الشرق الأوسط، يوجد في مخيم جباليا وحده ثلاثة من هذه الكتائب القتالية، هي: "غرب جباليا (كتيبة عماد عقل)، ووسط جباليا (كتيبة فوزي أبو القرع)، وشرق جباليا (كتيبة سهيل زيادة)، وهي الكتائب الثلاث التي تقود حاليًا الاشتباكات وتنفذ سلسلة عمليات داخل مخيم جباليا.

وتتقلى هذه الكتائب دعمًا من كتيبة الفرقان-الشيخ رضوان، وكتيبة عسقلان-بيت لاهيا، من الجهات الجنوبية والشمالية والغربية لجباليا، وكلتا الكتيبتين تنفذ سلسلة عمليات من محاور عدة؛ مثل إطلاق صواريخ مضادة وتفجير عبوات ناسفة في آليات عسكرية إسرائيلية.

ولهذه الكتائب أيضًا، كما تقول المصادر، دور كبير في هجوم السابع من أكتوبر2023 المعروف باسم "طوفان الأقصى" على إسرائيل. كما أنها عملت على قتل وجرح وأسر العشرات من الإسرائيليين من المناطق المحاذية لشمال القطاع، وقتلت إسرائيل كثيرًا من أسراها نتيجة قصف قيادات تلك الكتائب، وأيضًا قائد لوائها أحمد الغندور في نوفمبر 2023، الذي قُتل برفقته كثير من الأسرى الإسرائيليين داخل أحد الأنفاق، وكان معه بعض قادة تلك الكتائب الذين قضوا نتيجة نفس الغارة على نفق بجباليا.

المقاومة أثبتت قدرتها على إعادة ترتيب نفسها رغم الانكسارات 

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي الفلسطيني، اللواء واصف عريقات، إن حماس والفصائل الفلسطينية "ما زالت موجودة وتقاتل وتنفذ عمليات وضربات موجعة ضد جيش الاحتلال حتى بعد مقتل السنوار".

وأشار عريقات في حديثه لموقع "الحرة"، إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "فشل في تحقيق أهدافه المعلنة وهي القضاء على حماس أو تحرير الرهائن بالقوة العسكرية"، مشددًا على أن الحركة الفلسطينية أثبتت على مدار عام كامل من الحرب، قدرتها على إعادة ترتيب نفسها بعد كل عملية إسرائيلية تطول كبار قياداتها.

كما شدد المحلل السياسي الفلسطيني ورئيس المجلس الأوروبي للعلاقات والاستشارات الدولية ومقره باريس، عادل الغول، على أنه "إذا تأكد سقوط 17 ألف قتيل من حماس، فهذا "لا يعني أنها انتهت عسكريا".

وقال الغول، إن عدد أفراد كتائب عز الدين القسام يتجاوز 40 ألف شخص، وبالتالي فأكثر من نصف أعضاء الجناح العسكري لحماس متواجدين خاصة "تحت الأرض في الأنفاق"، وفق حديثه لـ "الحرة".

خسائر الاحتلال التي يعلنها في معارك غزة

إلى هذا، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي ـ الذي يواجه اتهامات بإخفاء حجم خسائره الحقيقية ـ  في أحدث بيان له، الجمعة، أن 890 جنديًا وفردًا من جهاز الأمن العام، لقوا حتفهم منذ بدء الحرب مع غزة في 7 أكتوبر 2023. فيما أصيب 5065 آخرون في أنحاء غزة والضفة الغربية والجبهة الشمالية مع لبنان.

وفي الوقت نفسه، أدرجت شرطة دول الاحتلال 58 ضابطا قتلوا على يد المقاومة الفلسطينيةعلى حدود غزة، وضابط قتل خلال عملية إنقاذ رهائن في القطاع، وستة ضباط قتلوا في هجمات للمقاومة في إسرائيل والضفة الغربية، وثلاثة ضباط آخرين قتلوا خلال اشتباكات مع المقاومة في غارات بالضفة الغربية، حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق