مر 40 عامًا منذ إطلاق فيلم "Terminator" الذي أذهل العالم بتصويره المرعب لمستقبل تتحكم فيه الآلات الذكية، حيث يسعى القاتل الآلي للقضاء على المقاومة البشرية. وقد أعاد هذا الفيلم طرح التساؤلات حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وتطور الروبوتات، حيث يخشى البعض، بمن فيهم شخصيات بارزة كإيلون ماسك، أن يُشكّل الذكاء الاصطناعي خطرًا على البشرية.

وتشير ناتالي كرامب، خبيرة البيانات في شركة JMAN Group، إلى أن وجود روبوتات شبيهة بـ Terminator في الواقع قد يكون ممكنًا، لكنها ترى أن وصول الروبوتات إلى مستوى يمكنها من تهديد البشر بشكل كامل لا يزال بعيدًا عن التحقق. وتوضح أن التهديدات الأكثر إلحاحًا تأتي من الآلات الموجودة بالفعل، مثل الطائرات بدون طيار والسيارات ذاتية القيادة، مشيرةً إلى صعوبة تصميم روبوتات بتنسيق حركي فعال.

من جهته، يرى مارك لي، أستاذ الذكاء الاصطناعي بجامعة برمنجهام، أن نهاية العالم على غرار "Terminator" يمكن أن تحدث فقط إذا سُلّمت أنظمة الدفاع إلى الذكاء الاصطناعي بالكامل، وهو أمر يعتبره غير مرجح حاليًا. ويشير لي إلى أن الخطر الأكثر واقعية يأتي من الأنظمة الذكية التي تؤثر على حياتنا اليومية، كاتخاذ قرارات بشأن طلبات الوظائف أو الرهن العقاري، إلى جانب تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري.

كما يؤكد الدكتور توم واتس من جامعة رويال هولواي في لندن على أهمية بقاء التحكم البشري في التطبيقات العسكرية للذكاء الاصطناعي، داعيًا إلى تعاون دولي لإدارة المخاطر الأخلاقية والقانونية التي قد يفرضها الذكاء الاصطناعي في ظل التوترات الجيوسياسية.

ومع هذه التحذيرات من الخبراء، يبقى التحدي الأكبر في تحديد كيفية تطوير الذكاء الاصطناعي وتوجيهه بطريقة تحقق الفائدة للبشرية مع ضمان السلامة والأمان.