ومن القطاعات التى ستستفيد من الانترنت عالى السرعة قطاع تطبيقات المستهلكين من تسويق إلكتروني، والخدمات المالية التى تشمل تحسين الخدمات المالية المقدمة من البنوك وتطوير الانظمة الامنية ومعالجة بيانات العميل بسرعة فائقة والتفاعل مع تساؤلات العملاء بصورة تسهم فى تقديم خدمات واستشارات مالية بصورة غير نمطية وبدقة عالية واعتماد التكنولوجيا للتعرف على العميل من خلال الوجه، البصمة دون الحاجة لاستخدام البطاقات على أجهزة الصراف الآلي على سبيل المثال.

وستستفيد الصناعات التحويلية الاعتماد بشكل أكبر على الروبوتات فى الصناعات التحويلية سيسهم بزيادة كفاءة الانتاج وتحسين الجودة وتقليل نسبة الأخطاء فى المنتجات.

وسيصل معدل نمو قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مصر إلى 16% سنويًا، كما يساهم القطاع بحوالى 6% فى الناتج المحلى الإجمالى.

أوضح مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار فى تحليل حديث أنه وفقًا لتقديرات تعمل تكنولوجيا الجيل الخامس على دفع النمو العالمى، عبر تمكين مجموعة واسعة من الصناعات.. حيث من المتوقع أن تساهم تلك التكنولوجيا بنحو 13.1 تريليون دولار أمريكى من الناتج الاقتصادى العالمى فى عام 2035، وستوفر 22.8 مليون فرصة عمل جديدة تدعم سلسلة القيمة، بالإضافة إلى ارتفاع مؤشر النفقات الرأسمالية العالمية لشبكات الجيل الخامس والبحث والتطوير بنسبة 10.8% عن توقعات العام الماضي لتصل إلي 265 مليار دولار سنويًّا في عام 2035 وهذا التأثير أكبر بكثير من أجيال الشبكات السابقة.

كما أشارت دراسة أجرتها مؤسسة "أكسفورد اكونومك "فى مارس الماضي إلى أنه بإمكان تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس زيادة الإنتاجية للشركات من خلال دعم المرونة وتحقيق وفورات فى التكلفة والوقت، وستستمر فى القيام بذلك في السنوات القادمة، فعلى سبيل المثال، يتوقع بنسبة "78%" من مديري الأعمال الذين شملهم الاستطلاع فى هذه الدراسة أن تعمل تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس على تعزيز الإنتاجية من خلال تسريع وتيرة الأتمتة لمعالجة نقص العمالة، كما أوضحت الدراسة بأنه من المتوقع أن تساهم تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس بـ "1.1%" في الناتج المحلي الإجمالي العالمي عام 2030 من خلال زيادة الإنتاجية التى تتحقق عن طريق الخدمات. والتطبيقات الجديدة، ونماذج الأعمال التى يتم تسهيلها من خلال تحسينات السرعة، وزمن الوصول، وسعة المرور فى شبكات الجيل الخامس.

وأكد التحليل أنه يمكن أن يؤدي استكمال قدرات الجيل الخامس للنطاق المتوسط باستخدام طيف الموجات المليمترية (mmWave) إلى تعظيم فوائد الإنتاجية بشكل كبير» إذ من المتوقع أن يساهم الاستخدام المشترك للنطاق المتوسط وطيف الموجات المليمترية بـ "1.7%" فى الناتج المحلى الإجمالى العالمى فى عام 2030، وهذا يشير إلى أن تعزيز الناتج المحلى الإجمالى من خلال ما تتيحه شبكات الجيل الخامس باستخدام طيف الموجات المليمترية يشكل ما يقرب من 10% من الزيادة فى الناتج المحلى الإجمالى العالمى بين عامى 2022 و2030.

ويري خبراء أنه قد تزداد الأنشطة بسرعة مع أكثر من سبعين بالمئة من الشركات الهادفة إلى استخدام هذه التقنية.

ومن الأمثلة والتطبيقات التى ستنجم عن توفير السرعات العالية للاتصال، والزمن المنخفض للاستجابة، قدرة الشركات التجارية على متابعة حالات شحناتها فى الموانئ الذكية، ومعرفة مكان وجودها بدقة عالية، وبأى وقت، بسبب ربط كل شحنة بشريحة تحديد الموقع، وتحتوى على بيانات إضافية مهمة للشركة.

قال الدكتور عبد العزيز السيد رئيس شعبة صناعة الدواجن، ان تقنيات الجيل الخامس ستساعد على نمو قطاع رعاية الانتاج الحيوانى والداجنى.. حيث يستطيع أصحاب المزارع الحيوانية تتبع أماكن وجود القطيع بدقة، وتحديد الأوقات المناسبة لحلب الأبقار، وجمع البيض وأوقات التغذية وغيرها، لينضم الريف إلى قائمة الأماكن الذكية فى البلدان المختلفة، عوضاً عن حصرها بالمدن.

وبالنسبة لقطاع صناعة السيارات يري رافت مسروجة خبير صناعة السيارات، ان تقنية الجيل الخامس ستوفر اتصال السيارات بكل شيء من حولها عبر شبكات الجيل الخامس، قدرة أفضل على فهم المركبة لما يدور حولها، وذلك بسبب السرعات العالية لنقل البيانات، وخفض زمن الاستجابة، الأمر الذى سيؤدى إلى خفض عدد الحوادث المرورية بشكل كبير، وتطوير تجربة القيادة الذاتية والمستقلة بالكامل.

ويمكن للمركبات مثلاً وفق مسروجة، التعاون لتفادى حوادث التصادم.. حيث قد تؤدى التصرفات الفردية للمركبة بهدف تجنب الاصطدامات إلى ظروف قيادة خطرة للمركبات الأخرى، ولكن إن استطاعت هذه المركبة التحدث مع المركبات المحيطة بها، وإخبارها بما ستفعله، فلن تتفاجأ تلك المركبات بالحركة السريعة للمركبة، لتقوم جميع المركبات بتنسيق تصرفاتها لتجنب الاصطدامات المشتركة.

فى الوقت ذاته تتسابق الشركات التقنية لتقديم أحدث منتجاتها لتدعم الجيل الجديد من الإنترنت عبر الاتصالات المحمولة.. حيث بدأت الشركات المطورة لمعالجات وأجهزة الاتصال المخصصة للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر مثل إنتل وكوالكوم بالتعاون مع الشركات المصنعة للحواسب المحمولة لدعم اتصالات الجيل الخامس فيها بدء من العام المقبل.

والجيل الخامس يتميز عن الجيلين الرابع والثالث بثلاثة محاور أساسية هى: سرعة التنزيل وسرعة الاستجابة والقدرة على تقسيم الشبكة بحسب شرائح وحاجات المستخدمين، فضلا عن القدرة الكبرى على ربط عدد كبير من الأجهزة فى وقت واحد.

أكد رامي شاهين الخبير فى مجال الذكاء الاصطناعى أن ترخيص الخدمة والتوجه والعمل على ادخالها تجاريا فى المرحلة المقبلة سيساعد على دعم خطط الدولة نحو الرقمنة وبناء منظومة جديدة من مصادر الدخل على مستوى القطاعات المختلفة وتقليل المصاريف وزيادة الفعالية والإنتاج.

ويري شاهين، ان الفوائد المتوقعة لإدخال خدمات الجيل الخامس تتنوع بين التأثير الاستراتيجى والتأثير التكتيكى والتأثير على العمليات لتحقيق اهداف متنوعة تشمل بناء ميزة تنافسية للقطاعات المختلفة، وتميز العمليات القطاعية، وزيادة نسبة النمو والابتكار بالقطاعات المختلفة عن طريق تفعيل وتسريع القوة التكاملية للذكاء الاصطناعى وأدوات ادارة المستقبل، وتسريع عملية التحول الذكى وتحقيق ما يسمى بالتحول المتسارع، وتحسين جودة الخدمات الذكية والعديد من الفوائد الاخرى.