احدث الاخبار من خلال موقع الخليج برس , الصحة النفسية ترسيخ لحقوق الإنسان, اليوم الخميس 31 أكتوبر 2024 03:11 مساءً
تعد الصحة النفسية حق أساسي من حقوق الإنسان المكفولة للجميع، ولكل شخص، أيا كان وأينما كان، الحق في التمتع بأعلى مستوى من الصحة النفسية يمكن بلوغه، ويشمل ذلك الحق في الحماية من مخاطر الصحة النفسية، والحق في الحصول على رعاية في مقبولة وإعادة الإدماج في المجتمع المحلي.
ويتيح الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية في ١٠ أكتوبر من كل عام فرصة للأفراد والمجتمعات المحلية لنصرة موضوع "الصحة النفسية حق عالمي من حقوق الإنسان" من أجل تحسين المعارف وإذكاء الوعي والدفع قدما بالإجراءات التي تعزز وتحمي الصحة النفسية للجميع باعتبارها حقا عالميا من حقوق الإنسان.
في حقيقة الأمر أن المرض النفسي يعد من أكثر أمراض العصر انتشارا حيث أكدت الدراسات في ٢٠٢٠ أنها تمثل ١٤٪ من العبء العالمي للأمراض وتصيب شخص واحد من كل ٨ أشخاص في العالم بإجمالي مصابين وصل إلى ٩٧٠ مليون مصابين باضطراب نفسي ويعد القلق والاكتئاب الشكلين الأكثر شيوعا في الاضطرابات النفسية وتشير الدراسات ارتفاع نسبة اضطرابات القلق بنسبة ٢٦٪ واضطرابات الاكتئاب بنسبة ٢٨ ٪ من إجمالي الإضطرابات النفسية.
وأكدت الدراسات النفسية التي تمت على مدار ال٥٠ عاما الماضية أنّ الأمراض العقلية بشكل عام ناتجة عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية أهمها أصابة الأشخاص التي تربطهم قرابة عائلية وأيضًا التغيرات البيئية قبل الولادة مثل حالات الالتهاب أو تناول الكحول أو المخدرات أثناء فترة الحمل.
كما أن الأمراض العقلية بشكل عام ناتجة عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية كما يرتبط المرض العقلي باضطرابات في كيمياء المخ من خلال تعرض النواقل العصبية إلي اضطرابات تؤدي إلي ضعف في الشبكات العصبية التي تؤدي إلي حالات الاكتئاب والاضطراب أكثر أمراض النفسي شيوعا.
للأسف تعاني المجتمعات العربية من نقص شديد في ثقافة التعامل مع المرضى النفسيين وهو الأمر الذي يجعلهم منبوذين ويعانون من التنمر والتمييز والذي يعد انتهاك واضح لحقوق الإنسان وهو الأمر الذي أدي إلي ترسيخ ثقافة الخوف من الإعلان عن المرض النفسي خوفا من التعرض للنبذ والتمييز والإهانة وهو الأمر الذي يتطلب تدخل قوي من الحكومات من خلال تفعيل القوانين التي تجرم هذه التصرفات الغير أخلاقية والمخلة بالقوانين الدولية التي تحمي الصحة النفسية للأفراد مع ضرورة تفعيل برامج التوعية والتثقيف بأهمية احترام خصوصية المرضى النفسيين والتعامل مع هذا المرض كأنه مرض عضوي، كما يعد دور منظمات المجتمع المدني هام جدا بالتعاون مع وسائل الإعلام في إطلاق حملات قومية للتثقيف والتوعية بكيفية تعامل المريض النفسي مع هذا المرض وأيضا تعامل المجتمع مع المريض النفسي للوصول إلي أفضل النتائج لتقليص هذه المشكلة والتي اصبحت في تزايد مستمر جعلها من أكثر أمراض العصر شيوعا وتحتاج تكاتف الجميع لتقليص هذه الظاهرة الخطيرة التي تؤدي في النهاية إلي نتائج خطيرة ومدمرة تصل إلي الأنتحار في كثير من الحالات.
المؤسسات والبرامج التابعة للأمم المتحدة وعلى رأسها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تهتم بشكل كبير بالقضاء على هذه الظاهرة بشكل عام وبشكل خاص التعامل مع المشاكل النفسية التي يعاني منها اللاجئين من دول الصراع المسلح نتيجة لتعرضهم لضغط شديد نتيجة العنف الناتج عن الحروب والتي تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للطفل والمرأة وتكون أكثر خطورة من الإصابات الجسدية وتحتاج إلي وقت كبير للتعافي تمتد في بعض الحالات إلي العلاج لسنوات بحيث يكون من الصعب إعادة إدماجهم في المجتمع نتيجة للخوف وضعف الثقة في الإفراد والميل إلي العزلة ورفض المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية في المجتمعات خاصة العربية منها.
ومن أهم التوصيات التي يمكن تقديمها للحد من الأمراض النفسية التعامل مع المرض النفسي مثله مثل المرض العضوي يحتاج إلي تشخيص من متخصص ويمكن الاستعانة ببعض الأدوية كجزء من خطة العلاج كما تساهم تقوية الروابط الأسرية والاجتماعية وممارسة الرياضة بصورة منتظمة وفي تنمية مهارات التعامل مع الضغوط النفسية والعصبية والحد من الأثار السلبية لهذا المرض.
فمن المهم جدًا للتعامل مع المرض النفسي تجنب الإحساس بالذنب والخزي والإعتراف به كخطوة هامة جدا تمثل ٤٠ ٪ من التعافي والتعامل معه كأي مرض عضوي يمكن أن يصيب الإنسان في أي مرحلة من مراحل حياته يحتاج إلي طلب المساعدة من الأهل والأصدقاء المقربين والمتخصصين في الصحة النفسية.
شارك في إعداد المقال
رشا وليم.. معالج نفسي معتمد بالسويد
0 تعليق