تجددت الاشتباكات الضارية بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع، اليوم الأربعاء، في العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة، فيما لقي العشرات حتفهم جراء انتشار الأوبئة والأمراض وسط موجات نزوح جديدة بسبب اشتداد المعارك ومقتل عشرات المدنيين.

وبحسب وسائل الإعلام المحلية، تجددت المعارك صباح اليوم بين الجيش السوداني والدعم السريع في الخرطوم بحري وغرب أم درمان وسمع دوي انفجارات في محيط سلاح المدرعات بالتزامن مع تصاعد أعمدة الدخان.

وفي ولاية الجزيرة، ازدادت الأوضاع تعقيدًا عقب هجمات نفذتها مليشيا الدعم السريع علي قري ومناطق شرق الولاية أدت إلي مقتل أكثر من ثلاثين مدنيا، بحسب لجان مقاومة مدينة رفاعة.

ونقلت صحيفة سودان تربيون، عن السكان اختفاء مئات الأشخاص وفر الكثيرون من منازلهم في ولاية الجزيرة بعد أن هاجمت الدعم السريع قرى الولاية، ردا على انشقاق قائد قطاع الجزيرة أبو عاقلة كيكال وانضمامه للجيش يوم الأحد الماضي.

وقال أحد السكان الذين فروا من تمبول لسودان تربيون، واصفًا موجات الناس المتجهين شرقا وشمال شرقا، "الوضع كارثي. فقدت العشرات من العائلات الاتصال ببعضها البعض".

وقال السكان إن مليشيا الدعم السريع صادرت هواتف الأقمار الصناعية، وقطعت الاتصالات في المنطقة.

ودخل الجيش السوداني، بدعم من الجماعات القبلية المتحالفة، تمبول لفترة وجيزة قبل أن يؤدي هجوم مضاد لمليشيا الدعم السريع إلى مقتل قائد الوحدة العسكرية وإجبارهم على الانسحاب.

انتهاكات انتقامية 

وقالت لجان مقاومة رفاعة، على بعد 24 كيلومترا من تمبول، في بيان إن "قوات الدعم السريع نهبت المنازل في هجمات انتقامية".

وأضافت أن "قوات الدعم السريع استمرت في مهاجمة مناطق شرق الجزيرة مع ارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين شملت القتل والتهجير القسري، في حملة انتقامية على ما يبدو بسبب انسلاخ كيكل وانضمامه للجيش".

ووصل عدد من الجرحى إلى مستشفى حلفا الجديدة، وأطلق النشطاء دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للتبرع بالدم.

في غضون ذلك، قال متحدث باسم طواريء السامراب شمالي العاصمة الخرطوم، إن المنطقة شهدت وفاة 144 شخصا خلال 5 أيام بسبب الأمراض التي انتشرت بصورة مكثفة مع توقف المشافي وغياب الأدوية والمحاليل والمستهلكات الطبية.