الثور الابيض

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

احدث الاخبار من خلال موقع الخليج برس , الثور الابيض, اليوم الخميس 24 أكتوبر 2024 11:02 صباحاً

الخميس 24/أكتوبر/2024 - 10:49 ص 10/24/2024 10:49:35 AM

و هو يخوض معركته المصيرية الان، هو في حقيقة الامر يفتدينا.. و يلهي العدو ويبعد شروره عنا وهو المتعطش دوما للغزوات المجانية والمهووس بالسطو على أراضي الغير للتوسع وضم المزيد من الاراضي وسرقة تاريخ الامم وتراثها وثقافتها.. يتلقى الثور الابيض الطعنات تلو الاخرى بمفرده صامدًا مقبلًا لم يطالبنا بشيء ولا ينتظر منا شيئًا.. فهل من الكثير أو من الصعب تركه ليخوض معركته وحده دون مزايدات او تشكيك او تشتيت ؟ هل من الصعب ان نكف أيادينا وألسنتنا عن ذلك الثور الجريح المقاوم وأن لا نتحفه - ونحمله فوق طاقته - بنظريات وتنظيرات فيها من التخوين ومن السخرية الشيء الكثير ؟! هل من الصعب تركه ليقرر مصيره بنفسه دون أن نختار او نقرر نحن له مصيره نيابةً عنه ؟! بل ويصل الامر في الكثير من الاحيان ليس فقط للومه او تخوينه بل تجريم مقاومته للعدو ! وبالتالي يصطف هؤلاء مع العدو في خندق واحد ويرددوا روايته ! فينعتوا المقاومة تارةً بالارهاب وتارةً اخرى بأنها تضحي بشعبها ومن ثم يتحدث هؤلاء باسم الشعب الذي هو ظهيرًا للمقاومة بل وجزءًا أصيلًا منها  ! فالشعب المحتل اختار بنفسه المقاومة مكرهًا (و هي كرهًا له ) 
و السؤال: هل يرى البعض ان الفلسطينيون مخيرون فيما يفعلون ؟ هل لديهم خيار اخر ؟ هل المقاومة خيار يمكن لأحد الاختلاف عليها أو اعتبارها إرهابًا  ؟!
لقد حاربنا نحن عدوهم وعدونا (فالعدو واحد ) ومعروف.. نعرفه جيدا وعانينا منه وطالنا من جرمه وجرائمه ومجازره الكثير.. فهل حربنا لتحرير اراضينا واستردادها من ايادي الصهاينة كان ارهابًا ؟ هل الشهيد (احمد حمدي ) الذي فجر نفسه ليفتدي سيناء ويمنع العدو من السطو عليها يمكن نعته بالارهابي او الانتحاري ؟! 
لقد خاضت مصر حروبا منذ عهد الهكسوس وحتى السادس من اكتوبر (فخرنا وفخر كل احرار العالم ) فهل سنرضى او يرضى أحد توصيف حربنا ضد العدو بالارهاب ؟ 
لقد عرفت مصر حروب التحرير على مدى تاريخها وخاضت حروبها من اجل التحرر الوطني وكان شعار المصريين وقت الاحتلال الانجليزي ( الجلاء التام او الموت الزئام ) فهل عندما طالبنا بجلاء المحتل عن اراضينا كنا متهورين نودي بحياة جنودنا ونرميهم للهلاك في مرمى النيران والاسلحة الفاسدة ونلقي بهم للتهلكة ؟ هل مثل تلك الاتهامات يمكن ان نرتضيها على أنفسنا ؟ هل عاب علينا عائب او عايرنا احد لخوضنا حرب التحرير ضد المحتل لاسترداد اراضينا ؟ فعلام الاندهاش اذًا من حرب التحرير وحركة المقاومة التي هي حركة تحرر وطني في المقام الاول ضد المحتل في غزة وفلسطين ؟! ولماذا المزايدة ؟ واتهام المقاومة وتخوينها ومن ثم تحميلها ما لا تحتمل ؟
فإما ان تكون مقاومًا او تكون مناصرًا للعدو ومناصرًا للصهيونية..لا خيارات ولا بدائل.. انه أوان الفرز وأوان الحسم ولا يوجد بين أيادينا خيار ثالث 
لقد كتبت المقاومة على الشعب الفلسطيني المحتل وهي كرهًا لهم 
فمن يعيش مثلنا في نعيم الاستقلال والامن والامان بفضل الجيش وحمايته لبلادنا وحدودنا وبفضل جهاز الشرطة وجميع مؤسسات الدولة لا يمكنه أن يشعر بما يشعر به الشعب المحتل مهما كانت معاناته من بعض المشاكل او المنغصات فتلك النوعية من المعاناة -و مع كامل الاحترام والتعاطف والتفهم لها - تعد صفرًا كبيرًا امام ما يلاقيه الشعب من الاحتلال الممتد لعقود مارس خلالها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية 
هل نسي البعض ويلات وجرائم الاحتلال ؟ هل يمكن ان ننسى مقاومة جيشنا وشعبنا للاحتلال ؟ هل نسي البعض مقاومتنا الشعبية في مدن القناة ضد المعتدي ؟  
لقد واجهت المقاومة الشعبية المصرية الباسلة ثلاث دول دفعة واحدة ! فهل كان ذلك تهورًا او انتحارًا لان المقاومة تصدت لبريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني بإمكانياتها المحدودة وسلاحها الذي لا يقارن بسلاح وطيران ثلاث دول اعتدت على مدنهم ؟ هل  يمكن ان ينسى او يسخر أحد مما قدمته المقاومة الشعبية المصرية من شهداء وتضحيات من اجل التصدي للمعتدي ؟ هل الفدائي المصري -الذي غنى له عبدالحليم حافظ وام كلثوم - وهو يفدي أرضه وبلاده بعمليات فدائية فردية نفخر بها حتى اليوم ضد العدو الصهيوني يمكن تسميتها او نعتها الان بالارهاب ؟؟!
منذ متى كانت المقاومة ارهابًا ؟ هل فقدنا بصلتنا  كي نصطف مع العدو في خندق واحد وجبهة واحدة وننعت المقاومة بالارهاب ؟! من أبقى بالحجارة على الاحتلال اعتبرناه مقاومًا منتفضًا في انتفاضةٍ اولى وثانية أبهرت العالم ووقف وانحى لها الجميع احترامًا وتقديرًا.. فما الذي جرى ؟! ولماذا حدث اختلال وازدواجية في المعايير وفي منظومة القيم وصار الكيل اليوم بمكيال مختلف ؟! لماذا صار لزامًا علينا الان تفسير الماء بالماء ؟ ولماذا صرنا مضطرون لشرح وتفسير كل تلك البديهيات ؟!
أليست المقاومة ضد المحتل شرف حظينا به ؟ فكيف نحرمه إذًا على غيرنا ؟! 
يحتفل المصريون منذ اكثر من خمسون عاما طوال شهر اكتوبر (الذي دوما ما نصفه بانه شهرا مجيدًا ) جاءنا بالنصر على العدو فحررنا اراضينا وانتزعناها بالقوة تارةً وبالمفاوضات تارةً من ايادي المحتل.. فما الذي تغير ولماذا ؟ ولصالح من كل هذا اللغط والجدل والتشكيك 
تلك التساؤلات يجب التوقف عندها طويلا ولابد من الاجابة عليها كي لا يختلط الحابل بالنابل وكي لا يصب ذلك التشتت وذلك الشك لصالح العدو لا لصالح الضحايا والشهداء
و من يقول بانه حزين على الضحايا وان الفلسطينيون يقتلون وان الحرب الدائرة لابد وان تتوقف فهذا صحيح وهذا ما نريده وما يريده الجميع وما يريده الفلسطينيون قبل اي أحد آخر ولكن يبقى السؤال: هل سيوقف العدو هجماته ؟ هل سيتوقف يومًا عن القتل ؟ هل توقف العدو عن ممارسة القتل والاعتداء  و التهجير وطرد السكان الاصليين من اراضيهم وتحويلها لمستوطنات ولو ليوم واحد منذ اكثر من ٧٥ عاما ؟ 
هل بدأ العدو في قتل المدنيين والنساء والاطفال ومارس حرب الابادة والتطهير العرقي فقط منذ السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ ؟ 
هل قبل ذلك  التاريخ كان ينعم الفلسطينيون بالسلام والطمأنينة والراحة ورغد العيش ؟ هل قبل ذلك التاريخ الذي يحمله الجميع ذنوب اهل مدين لم يكن هنالك قتل ولم يكن هنالك احتلال ؟ هل لم يرتكب العدو مجازر في حق المدنيين والنساء والشيوخ والاطفال قبل السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ ؟
هل مذابح (دير ياسين ) في فلسطين و(بحر البقر ) في مصر و(صبرا ووشاتيلا ) و(قانا ١ ) و(قانا ٢ ) في لبنان واحتلال الجولان في سورية تم بعد السابع من اكتوبر ٢٠٢٣؟! 
هل لم يقتل الفلسطينيون والمدنيين والاطفال الا بعد السابع من اكتوبر ؟ وهل انتهى الشعب الفلسطيني وصار كالهنود الحمر بعد السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ ؟ ام ان الفلسطينيون يقتلون منذ اكتر من ٧٥ عاما ومازالوا يقاومون ويتشبثون بأراضيهم -و دونها الرقاب - ويحتفظون بمفاتيح بيوتهم وينتصرون للحياة وينجبون الاطفال حتى في الاسر عن طريق تهريب النطف وهي فكرة عبقرية تغلب بها الاسرى على قيد السجن وغلائل الاحتلال 
هل نسي البعض مشاهد الجنازات التي تحمل الشهداء في كل ربوع فلسطين -و ليس فقط في غزة - قبل السابع من اكتوبر ؟! هل قتلت الناشطة اليهودية الامريكية (  راشيل كوري ) بالجرافة الاسرائيلية بعد السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ ؟ هل قتلت الصحفية المسيحية ( شيرين ابو عاقلة ) وغيرها من الصحفيين فقط بعد السابع من اكتوبر ؟! 
اعلم ويعلم الجميع ان شهداء فلسطين صاروا بالالاف منذ السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ هذه حقيقة لا ينكرها أحد وهذا امر جلل وبغيض وموجع ولا يسعد احدًا ولايرضي أحدًا ويحزن له الشجر والحجر قبل البشر ولكن يبقى ايضا السؤال هل لم يقتل مثل هذا العدد واكثر منذ اكثر من ٧٥عاما ؟ ورغم ذلك بقي الشعب الفلسطيني في الداخل قبل الخارج ؟ هل لم يحاصر شعب فلسطين ويشرد ويهجر للمخيمات وللمهجر ولم يحاصر شعب غزة الا بعد السابع من اكتوبر ؟ حرب التهجير والتجويع والحصار حدثت فقط بعد السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ ؟ 
كل ما فعله السابع من اكتوبر في حقيقة الامر هو التعجيل برحيل واستشهدا من رحل ومن استشهد.. لكنهم ميتون على كل حال وفي كل الاحوال ما بقي الاحتلال 
الشعب الفلسطيني بعد ٧٥ عاما من الاحتلال لم يعد لديه ما يخسره 
والعدد الكبير الذي قتل واستشهد منذ السابع من اكتوبر مصيره المحتوم والازلي هو الموت في كل الاحوال طالما الاحتلال قائما 
من رحل واستشهد كان سيرحل على اي حال لكن ربما في مدى زمني اطول.. لكنهم هكذا او هكذا ميتون ! 
من استشهدوا في عام واحد كانوا سيموتون ويستشهدون ولكن خلال خمسة اعوام على اكثر تقدير 
فمن يعيش في ظل الاحتلال هو بالضرورة مشروع شهيد مؤجل طال الزمن او قصر.. والصهيوني لن يتوقف عن القتل وارتكاب المجازر حتى وان توقفت المقاومة 
فكما احتل العدو سيناء في مصر والجولان في سورية ومزارع شبعا في لبنان وكل اراضي فلسطين سيظل متعطشًا لضم المزيد من الاراضي 
حرب السابع من اكتوبر هي من اوقفت مدهم وتمددهم لاراضينا واراضي الغير 
الفلسطينيون يموتون ويستشهدون كل يوم ليصدون ذلك العدو عن اراضينا -و لو مرحليا - وان توقفت او كفت المقاومة في فلسطين كما يطالب البعض لن يكف العدو عن القتل وسيظل يقتل ولن يحقن الدماء بل سيرغب في سفكها هنا وهناك 
العدو سيظل عدوا والاحتلال سيبقى احتلالا غاشمًا مغتصبا للارض والحق في فلسطين وفي سورية وفي لبنان وفي العراق وفي مصر 
فالكيان الصهيوني لا حدود له ولا عهود ولا مواثيق وان استطاع احتلال الكوكب بمجراته وان ينال الشمس في يمينه والقمر في يساره فلن يمانع ولن يكل او يمل وسيسعى لذلك بفجره المعهود فلا خيار أمامنا سوا المقاومة.. فاللامقاومة 
معناها ان نعطي الاحتلال الضوء الاخضر لضم المزيد من الاراضي ليس فقط في فلسطين 
و عدم ادراك ذلك والتنبه له ولتلك اللحظة الوجودية الفارقة كارثة كبرى.. فالثور الابيض الذي نخونه اليوم ونسبه ونشكك فيه ونضعفه ونلقي عليه بسهامنا ان استسلم كما يريد البعض وترك سلاحه سنقتل جميعا وسيعني ذلك فناء الجميع 
فسلامنا وامننا مرتبط ارتباط شرطي بمقاومتهم
فان ضربت المقاومة في مقتل قتلنا نحن جميعا كما قتل الثور الابيض.. وتبقى مسألة اخيرة غاية في الاهمية لفض ذلك الاشتباك العجيب وحالة التشظي والبلبلة والاستقطاب الحادث بين مؤيدي المقاومة ومعارضيها وهي أنه في حالات الدفاع عن الحق والارض.. على الأيديولوجيات ان تتراجع وتتنحى جانبًا..  فالحق أحق بأن يتبع والحق لا علاقة له بأيديولوجية اصحاب ذلك الحق ولا صوت يعلو في تلك اللحظات الوجودية فوق صوت الحق في معركة الحق ويكون السيف حتمًا اصدق انباء من الكتب ومن كل ما يقال.. ولن نكون ولا يصح أن نصبح في يوم من الايام شركاء في الظل للمجرمين الذين ينشرون يقينًا ما يقول بأن لاشيء سيتغير!!  وأن الظلم والاجرام والقهر قواعد ثابتة !! وان البقاء دومًا للأكثر جبروتًا واجرامًا.. وان الواقعية حتمًا وبالضرورة تعني الانبطاح والرضوخ للعدو وتلقي طعناته وغدره باستسلام وسعادة غامرة وسط القطيع السعيد !

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق