أبطال عايشين بيننا

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

احدث الاخبار من خلال موقع الخليج برس , أبطال عايشين بيننا, اليوم الأحد 27 أكتوبر 2024 01:59 مساءً

الأحد 27/أكتوبر/2024 - 01:48 م 10/27/2024 1:48:12 PM


        شهد استاد العاصمة الإدارية مساء أمس احتفالا مهيبا حضرته حشود غفيرة تمثل محافظات مصر المختلفة وفي القلب منها القبائل والعائلات المصرية، كما تشرفت الاحتفالية التي تم تنظيمها ضمن الاحتفالات الشعبية بالذكرى الحادية والخمسين لنصر أكتوبر المجيد بحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية. ورغم مرور ما يزيد على نصف قرن على ذكرى يوم العبور العظيم، إلا أن الذاكرة الوطنية المصرية ما تزال قادرة على إبهارنا بشخصيات وطنية كان لها دور فاعل في صناعة ذلك النصر المبين.  
     و للحق فإن القوات المسلحة المصرية لا تدخر جهدا في الكشف عن أبطال النصر سواء كانوا من العسكريين أو حتى المدنيين، وفي كل احتفالية تجد رمزا جديدا يكون هو موضع الحديث ورمز الاحتفال وأهل للتكريم من القائد الأعلى رئيس الجمهورية. وبالأمس دخل على ذات النهج اتحاد القبائل العربية الذي نظم احتفالية كبرى تليق بالمناسبة، وتكللت بحضور السيد الرئيس. ورغم كل ما قدم في الاحتفالية من فقرات تستحق الإشادة والتنويه إلا أنني أتوقف عند اللقطة الأبرز وهي  الأفلام التسجيلية القصيرة " أبطال عايشين بيننا "، وشدت انتباه الجميع قصة المناضلة السيناوية ذات المائة عام من العطاء والوطنية أم داود أو هي الحاجة فرحانة حسين سالم سلامة.
اعتدت في كتاباتي وعملي الإعلامي أن أشيد بجهد أبناء سيناء حضرا وبدوا وأن أرد بكل قوة ويقين عن أي صوت شاذ يحاول وصمهم بما ليس فيهم، فهم كانوا وما يزالون وسيبقون طرازا فريدا من الوطنية والعطاء والإخلاص للوطن. تشهد بهذا مئات القصص الواقعية التي تروى، ثم يأتي بالأمس احتفال القبائل العربية بتلك المناسبة الوطنية الأعز لتتأكد ثوابتي تلك بسرد قصة النضال الوطني لسيدة من مصر. فالحاجة فرحانة نموذج يحتذى من العطاء دون ضجيج، سيدة مصرية تمثل الذكاء الفطري إذ نجحت هذه السيدة المصرية الأمية في تضليل أقوى عقول في الموساد وإقناعهم بعمالتها رغم كونها في واقع الأمر هي العين الثاقبة والقلب الأمين التي تحفظ الرموز وتنقل الرسائل والخرائط والمعلومات. 
  كانت الحاجة فرحانة تقطع الفيافي وعشرات الكيلومترات سيرا على الأقدام لإيصال الرسائل وأخبار تمركزات قوات العدو بجسارة شديدة وقلب شجاع، حتى كانت الدماء تتجلط في قدميها من كثرة الكيلومترات التي كانت تداوم على قطعها سيرا على الأقدام لتنفيذ المهام بنجاح وفي سرية. وعلى الرغم من عظيم ما قدمت وبذلت تقول أم داود وبتواضع العظماء إن سيناء كلها أبطال وأنها مجرد واحدة من بينهم. ولأنها وطنية حتى النخاع واعتادت العطاء دون انتظار مقابل رغم فقرها وحاجتها للمال تتبرع الحاجة فرحانة مؤخرا بخاتمها وهو القطعة الذهبية الوحيدة التي تمتلكها لصالح بناء مستشفى للأورام في سيناء.
    صحيح ليست هذه هي المرة الأولى التي تنال فيها أم داود تكريما من الدولة المصرية، ولكنه التكريم الأهم والأبرز إذ يقرر رئيس الدولة في احتفال شعبي كبير منحها تكريما شعبيا يليق بقدر ما قدمت وذلك بإطلاق اسمها على حي في سيناء وعلى محور جديد من محاور القاهرة. سمعنا كثيرا عن لقب شيخ المجاهدين، لكننا اليوم نحتفي بشيخة المجاهدين وفي هذا تكريم مستحق لكل بنات حواء وللمرأة المصرية على وجه التحديد. وعلى هذا فأنا أتمنى أن تكون الحاجة فرحانة هي أيقونة الاحتفال بعيد المرأة المصرية في مارس القادم إن شاء الله، كم أرجو أن تستجيب قيادات الشركة المتحدة لرجائي بأن نسارع في إنتاج سباعية درامية تذاع في ذات الشهرعلى كافة قنوات المتحدة يخلد لجهدها، وأرشح لبطولته نجمتنا حنان مطاوع  لتقوم بدور الحاجة فرحانة شابة، ووالدتها الفنانة القديرة سهير المرشدي لتقوم بدور أم داود في سن العطاء جدة وأما للسيناويين، بل ولكل المصريين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق