ماذا بعد قتل يحيى السنوار؟ السيناريوهات المتوقعة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

احدث الاخبار من خلال موقع الخليج برس , ماذا بعد قتل يحيى السنوار؟ السيناريوهات المتوقعة, اليوم الخميس 17 أكتوبر 2024 11:56 مساءً

 

يشكل مقتل يحيى السنوار، قائد حركة حماس في قطاع غزة، حدثًا مهمًا إذا ما تم تأكيده، حيث يُعد السنوار أحد أبرز القيادات الفلسطينية وأكثرها تأثيرًا. منذ توليه قيادة الحركة في القطاع، كان له دور حاسم في إعادة هيكلة الجناح العسكري لحماس، وبناء تحالفات مع دول إقليمية، وتطوير استراتيجيات عسكرية وسياسية ضد الاحتلال الإسرائيلي. لذلك، فإن مقتله يطرح عدة تساؤلات حول تأثير ذلك على الحركة، وعلى غزة، وعلى الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بشكل عام. في هذا المقال، سنستعرض بعض السيناريوهات المحتملة بعد مقتل السنوار.

1. تصعيد عسكري واسع النطاق

مقتل قائد بحجم السنوار قد يشعل تصعيدًا عسكريًا كبيرًا بين إسرائيل وحماس. فحركة حماس قد ترى في الرد العسكري ضرورة للحفاظ على هيبتها واستمرار مشروع المقاومة، ولإرسال رسالة قوية للاحتلال مفادها أن اغتيال قادتها لن يمر دون رد. يمكن أن يشمل هذا التصعيد إطلاق صواريخ مكثف على المدن الإسرائيلية، وهجمات ضد الجنود الإسرائيليين على الحدود، وربما تفجير أنفاق هجومية. قد يؤدي هذا السيناريو إلى حرب شاملة في غزة، مما يتسبب في دمار واسع النطاق ومعاناة إنسانية كبيرة.

2. إعادة ترتيب الصفوف داخل حماس

اغتيال قائد بحجم السنوار قد يفرض على حماس إعادة ترتيب صفوفها الداخلية. من المحتمل أن يتم تعيين قائد جديد يتمتع بالكفاءة والقدرة على مواصلة المشروع المقاوم. قد يظهر قائد ذو توجهات أكثر تشددًا أو، على العكس، أكثر اعتدالًا بناءً على التحديات السياسية والعسكرية التي تواجهها الحركة. قد تؤدي هذه التغيرات إلى تعديلات في استراتيجيات الحركة سواء على المستوى السياسي أو العسكري.

3. تأثيرات على العلاقات الإقليمية

يحيى السنوار كان أحد العناصر المهمة في بناء علاقات حماس الإقليمية، خصوصًا مع إيران وقطر. لذلك، فإن مقتله قد يضع الحركة في موقف دبلوماسي معقد. الدول الداعمة قد تضطر إلى إعادة تقييم دعمها لحماس، أو على الأقل، مراجعة استراتيجياتها تجاه القطاع. من جهة أخرى، قد يؤدي مقتل السنوار إلى زيادة الدعم من بعض الدول التي ترى في الاغتيال فرصة لتعزيز الموقف المقاوم ضد إسرائيل.

4. ضغط دولي للتوصل إلى تهدئة

في حال وقوع تصعيد عسكري واسع النطاق بعد اغتيال السنوار، قد يتدخل المجتمع الدولي للضغط على الأطراف للتوصل إلى تهدئة. القوى الدولية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد تسعى للتوسط بين إسرائيل وحماس لاحتواء الوضع ومنع المزيد من الخسائر. ولكن نجاح هذه الجهود سيعتمد على مدى رغبة الأطراف في الدخول في تهدئة أو وقف لإطلاق النار.

5. تعميق الأزمة الإنسانية في غزة

لا يمكن فصل أي تصعيد عسكري عن الواقع الإنساني الصعب في قطاع غزة. الحصار الإسرائيلي المستمر وتدهور الأوضاع الاقتصادية والصحية يزيدان من هشاشة الوضع في القطاع. أي تصعيد جديد سيزيد من معاناة المدنيين، وقد يؤدي إلى كارثة إنسانية. في ظل هذا السيناريو، قد تواجه حماس ضغوطًا من الداخل للتوصل إلى حلول سلمية أو تهدئة للوضع، خصوصًا إذا كان التصعيد العسكري يؤدي إلى زيادة الحصار وتدهور الظروف المعيشية أكثر.

6. إمكانية تدخل فصائل أخرى

من الممكن أن يؤدي اغتيال السنوار إلى تدخل فصائل فلسطينية أخرى لتعزيز موقفها أو محاولة ملء الفراغ القيادي. فصائل مثل حركة الجهاد الإسلامي أو بعض الجماعات الأصغر قد ترى في هذه المرحلة فرصة لتوسيع نفوذها داخل القطاع أو استغلال حالة الفوضى المحتملة لتعزيز قاعدتها الشعبية.
وفي النهاية 
مقتل يحيى السنوار، إذا تم، سيكون له تداعيات كبيرة على مختلف الأصعدة. السيناريوهات تتراوح بين تصعيد عسكري واسع، إعادة ترتيب داخل حماس، تعميق الأزمة الإنسانية في غزة، وحتى تدخلات إقليمية ودولية لمحاولة احتواء الوضع. ما يحدث بعد اغتيال السنوار سيعتمد بشكل كبير على ردود أفعال الأطراف المعنية وعلى كيفية استغلال هذا الحدث لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية.
محمد عبد المنعم 
أمين عام اتحاد الناشرين المصريين 
عضو مجلس أمناء كتلة الحوار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق