الدكتور عصمت النمر... حاجة الجميع إلى جهده!

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

احدث الاخبار من خلال موقع الخليج برس , الدكتور عصمت النمر... حاجة الجميع إلى جهده!, اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 12:09 مساءً

الثلاثاء 22/أكتوبر/2024 - 12:01 م 10/22/2024 12:01:43 PM


علا ذكر الدكتور عصمت النمر في الآونة الأخير؛ لأنه أعلن عن بيع مكتبته الموسيقية الفخمة النادرة، ومن قبلها كان باع مكتبته الورقية الثمينة بالفعل (4 آلاف كتاب)، كان الواجب أن يعلو ذكره باستمرار، وليس لأن ظروفا، أيا كانت، دفعته إلى بيع كتبه التي لا يعوضها معوض، ولا الإعلان عن بيع كنزه النفيس المتمثل في مكتبته الغنائية والموسيقية!
الدكتور شاعر وكاتب وناقد فني وموسيقي، من الصحبة القريبة للشيخ إمام عيسى (يرحمه الله)، وقد كان كتب له موشحا "اقبلي يا نشوة المشتاق" لحنة الشيخ وغناه، وله أغنية مفقودة عن انتفاضة 1977، شارك في تأسيس منتدى "سماعي للطرب الأصيل"، وأسس راديو الإنترنت "مصرفون"، صفحته في الفيسبوك، وأنا أحد أصدقائها، من أشد الصفحات نصوعا، وبالأساس هو طبيب استشاري، عمل رئيسا لقسم الجراحة في مستشفى الزقازيق، يصفه الذين يعرفونه معرفة حقة بالرجل بالغ الثراء، يعنون ثراءه المعنوي لا المادي، ويصفونه بالرجل التاريخي، ومعنى نسبته إلى التاريخ عندهم كونه امتلك زمام التاريخ بأحداثه وشخصياته، امتلكه بلا احتكار، وبمحبة عظيمة للوطن الذي يعشق ترابه حرفيا، ورغبة في جعل آخره موصولا بأوله وجديده مرتبطا بقديمه.
منذ مدة قريبة أنزل الدكتور في صفحته غناء مر عليه زمن طويل للسيدة أم كلثوم، اختاره من أرشيفه العبقري الخاص غير المتكرر، علقت عليه بكلمة "مدد"؛ فكان رده التلقائي السريع: نعم والله، كم أنا بحاجة إلى مدد يا صديقي (أو كما قال)!
شعرت وقتها بأزمته فوق ما كنت شعرت بها وقت الإعلان عن بيع ما ينوي بيعه، فالمدد، والجمع أمداد، هو ما يمد به الشيء، وهو أيضا ما يزاد به الشيء ويكثر، كذلك هو العون والغوث. الرجل الكبير يتقوى بالكلمة، الكلمة التي لها وقعها الحميم في نفسيات بني وطنه بقضهم وقضيضهم، يطلب بها دعما من صاحب الأمر كله، أكثر من كونه يقصد إنسانا بعينه أو مؤسسة بذاتها أو جهة من الجهات عموما...
تعرض الدكتور (74 عاما)، في ما صار معروفا جدا الآن، إلى محنة صحية
مزلزلة، كانت وراء بيعه لمكتبته الورقية، ولا ريب في أن آثارها السلبية الممتدة هي التي تقف وراء عرضه الحالي المحزن لبيع مكتبته الموسيقية التي تحوي دررا، يعود كثير منها إلى نهايات القرن ال19...
لو كانت خطوط السير بقيت على استقامتها، ولم تنحن بقسوة مفاجئة، إذن لكان الدكتور أوصى بما لديه للدولة المصرية، وزارة الثقافة أو ما في مستواها، وانتهى الموضوع نهايته الطبيعية، لكن الخطوط، كما ألمعت آنفا، تعرجت وأخذت المسار إلى سكة مربكة محبطة لم تكن متوقعة بالمرة. 
نستطيع كلنا أن نتشارك في إنقاذ ثروته الفنية الهائلة، هذا أقل حقوقه علينا جميعا، وهكذا نحفظها من عبث محتمل لو وقعت في يد من لا يثمن قيمتها الجوهرية الرفيعة التي لا تقدر بثمن، ويمكننا أن نبدأ عاجلا بنظام دقيق محكم، متمنين ألا يسبقنا إلى الفعل البسيط الجميل سابق، وعلى كل حال هو لا يحتاج إلى جهود تبرعاتنا المادية مقدار ما نحتاج نحن إلى جهده المعنوي الوافر الآسر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق