أحداث متلاحقة يشهدها إقليم دارفور بالسودان، وتتعالى الأصوات التي تدعو لضرورة الالتفات لمعاناة المدنيين هناك.

في هذا السياق، التقت الدستور برئيس حركة تحرير السودان، مصطفي تمبور، الذي سلط الضوء على الأوضاع الإنسانية الصعبة والقتال المحتدم في الفاشر، عاصمة إقليم دارفور.

وخلال هذا الحوار سنستعرض رؤية تمبور حول التحديات التي تواجه الإقليم ، والأهداف التي تسعى لها المليشيات، ومدى تأثير ذلك على مستقبل دارفور.
 

بداية.. ماهى الأبعاد السياسية والإنسانية لتوصية لجنة تقصي الحقائق بشأن توسيع حظر الأسلحة في السودان؟
 

توصية لجنة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان بتوسيع قرار حظر الأسلحة ليشمل جميع أنحاء السودان قرارًا باطلًا، ويندرج ضمن المؤامرة ضد القوات المسلحة و الشعب السوداني الذي يعاني من ممارسات مليشيات الدعم السريع، وبالتالي لا قيمة لهذا القرار إذ لم يتمكن من تحقيق أي نتائج على أرض الواقع، حيث يقف السودانيون وراء حكومتهم وقواتهم المسلحة التي تحمل التفويض الكامل لدحر المليشيا.

وما أخر التطورات في المواجهات بين القوات المسلحةومليشيا الدعم السريع فى الخرطوم؟

المواجهات في الخرطوم تصاعدت بشكل كبير خاصة بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوداني ضد مليشيات الدعم السريع.

وشهدت المليشيات تراجعاً ملحوظاً نتيجة انقطاع معظم خطوط الدعم والإمداد، وهروب أعداد كبيرة من عناصرها نحو تشاد ودارفور. 

ويؤكد الموقف العملياتي على الأرض أن العاصمة الخرطوم ستشهد عملية تنظيف قريبة.

وما هي العوامل التي ساهمت في صمود الفاشر أمام الهجمات المتكررة من مليشيا الدعم السريع؟

تعرضت الفاشر - عاصمة إقليم دارفور- لأكثر من 142 هجومًا من قبل مليشيات الدعم السريع، لكن قوات الجيش السوداني، والحركات الموقعة على اتفاقية جوبا لسلام السودان تمكنت من صد هذه الهجمات، وأصبحت الفاشر مؤمنة تمامًا.

وكيف يمكن أن يؤثر عدم التزام المليشيا بتوصيات منبر جدة على فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار؟

منبر جدة قدم توصيات واضحة، أبرزها ضرورة خروج المليشيات من الأعيان المدنية والمؤسسات الصحية وتجميعها في مواقع محددة تمهيداً لتسريحها. لكن المليشيات لم تلتزم بذلك، واستمرت في احتلال المزيد من منازل المواطنين، وحولتها لمقار عسكرية.

ميليشيات الدعم السريع تجاهلت مخرجات جدة مما جعل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أمراً صعباً.

وشهدت الساحة انتهاكات متكررة خاصة جرائم القتل والسلب وتدمير البنية التحتية فضلاً عن وجود عناصر كبيرة من المرتزقة الأجانب في صفوف الدعم السريع. 

وماذا عن أوضاع المدنيين في دارفور؟ 

يعاني المدنيين في دارفور معاناة شديدة، خاصة في ظل انعدام الاحتياجات الأساسية.

وخرجت معظم المستشفيات عن الخدمة تمامًا بسبب القصف المدفعي المستمر من ميليشيات الدعم السريع، بالإضافة لقطع الطرق التجارية التي تحمل المواد الغذائية والأدوية.

والحقيقة، فإن الوضع الإنساني في الإقليم كارثي، ويستدعي تدخل المنظمات الدولية المعنية بشكل عاجل.

هل تصل المساعدات الإنسانية للفاشر؟

لايمكن وصول المساعدات الإنسانية  لهناك إلا عبر تنسيق محكم بين المنظمات المعنية وأجهزة الدولة وخاصة مفوضية العون الإنساني حتى نطمئن على انسيابها بصورة طبيعية.

 صحيح الحكومة أبدت الموافقة على إيصال المساعدات عبر معبر ادري التشادي عبر حدودنا الإقليمية مع الجارة تشاد ولكن هذ مغامرة غير مأمونة العواقب خصوصا وأن تشاد دولة معادية وتربطها علاقات قوية بالمليشيا وكفيلها الإمارات ويمكن ان تقدم الدعومات العسكرية للمليشيا عبر بوابة ادري الحدودية بالتالي نحن نرى أن من الضرورة بمكان إغلاق معبر ادري التشادي والاكتفاء فقط بترحيل الإغاثات عبر مطارات الدولة الرسمية حتى نتمكن من تفادي تسريب الأسلحة والزخائر عبره.

ولماذا يحتم القتال في الفاشر؟

القتال شرس جدا في الفاشر لعدة أسباب أهمها أن المليشيا مصممة على إسقاط الفاشر لأنها قطعت عهدا ووعدا مع محور الشر الإقليمي والدولي أنها قادرة على احتلال الفاشر عاصمة إقليم دارفور وبتحقيق هذا الهدف تكون المليشيا قادرة على إعلان حكومة موازية للحكومة الشرعية التي تدير البلاد الآن ولكن نحن نجدد تأكيدنا للشعب السوداني أن قواته المسلحة صامدة وقادرة على حسم هذه الفوضي في أقرب وقت ممكن.