الجنوب المشتعل.. هل غرقت القيادات الإسرائيلية فى «أوحال لبنان»؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

احدث الاخبار من خلال موقع الخليج برس , الجنوب المشتعل.. هل غرقت القيادات الإسرائيلية فى «أوحال لبنان»؟, اليوم الخميس 17 أكتوبر 2024 08:29 مساءً

على مدار عام من الحرب الوحشية على قطاع غزة، كانت حكومة الاحتلال الإسرائيلى، بقيادة بنيامين نتنياهو، تتردد فى فتح حرب فى الشمال مع حزب الله اللبنانى، نظرًا لنتائج الصراعات بين الجانبين، والتى أرست قواعد اشتباك واضحة بينهما، لكن الأمر تغير باستهداف عناصر حزب الله فى تفجير أجهزة النداء، ثم اغتيال قياداته، وفى مقدمتهم زعيم التنظيم حسن نصرالله، ما منح إسرائيل شعورًا بإمكانية تحقيق أى انتصار على الساحة اللبنانية.

ولكن على أرض الواقع، يبدو أن الاحتلال يُقدم على ورطة كبيرة فى جنوب لبنان، مع تزايد خسائره البشرية فى المعارك المباشرة على الأراضى اللبنانية، بالإضافة إلى تعميق الخلافات بين إسرائيل وعدد من أقرب حلفائها، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا، فضلًا عن توتر علاقتها بالأمم المتحدة، إثر اعتداءاتها المتكررة على قوات حفظ السلام الدولية المتمركزة فى لبنان، وهى أمور مرشحة للتصاعد فى الأيام المقبلة، فى ظل استمرار الوحشية والسياسات العدوانية الإسرائيلية تجاه دول المنطقة.

 الشتباك المباشر واختراق الدفاعات يعمقان الخسائر البشرية بين القوات اإلسرائيلية 

كشفت مصادر أمنية داخل إسرائيل عن مقتل ٧ مجندين من جيش الاحتلال الإسرائيلى وإصابة ١٧ آخرين خلال المعارك التى اشتعلت مساء الأربعاء الماضى فى جنوب لبنان.

وحسبما نقلت صحيفة «حدشوت إسرائيل»، فإن ٧ جنود قتلوا من لواء جولانى فى المعارك التى اشتعلت وجهًا لوجه مع مقاتلى حزب الله فى جنوب لبنان.

وكان جيش الاحتلال قد أعلن، فى وقت سابق، عن أن عددًا من مجنديه قُتلوا نتيجة المواجهات المباشرة مع حزب الله فى جنوب لبنان، ووصل عددهم لأكثر من ٢٠ مجندًا، مع عشرات الإصابات التى لم يتم تحديد عددها، لكن المصادر الأمنية الإسرائيلية أكدت أنها أكثر من القتلى بـ٣ أضعاف.

ولم تقتصر خسائر جيش الاحتلال على المعارك البرية فى جنوب لبنان، إذ نجحت مُسيرة لحزب الله فى اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية وسقطت فى منتصف قاعدة لواء جولانى العسكرية، جنوب حيفا، لتسفر عن مقتل ٤ جنود على الأقل وإصابة ٧ آخرين فى حالة خطرة، بينما أصيب ٦١ مجندًا بإصابات بين الطفيفة والمتوسطة.

وتكبدت إسرائيل أولى خسائرها الكبيرة فى أوائل شهر أكتوبر الجارى، حين قُتل ٨ جنود لها دفعة واحدة فى مواجهات عنيفة، مع استمرار الهجمات المتبادلة بين الجانبين فى الأسابيع التى تلت ذلك.

استياء فى واشنطن بعد قصف بيروت وسقوط مئات الضحايا
أكدت شبكة «سى بى إس نيوز» الأمريكية أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل الابتعاد عن العاصمة اللبنانية بيروت خلال حملات القصف العدوانى التى يشنها جيش الاحتلال على لبنان، منذ قرابة شهر، ولكن بعد ساعات فقط من التحذير شنت إسرائيل عدوانًا وحشيًا على الضاحية الجنوبية فى بيروت. وأوضحت الشبكة الأمريكية أن إسرائيل شنت أكثر من ٤ غارات عنيفة على العاصمة بيروت، وجميعها فى مناطق مكتظة بالسكان المدنيين، وأسفر هذا العدوان عن استشهاد أكثر من ٢٤٠٠ لبنانى، وكان أكثرها وحشية ما وقع فى ١٠ أكتوبر الجارى، الذى أدى لاستشهاد ٢٢ مدنيًا على الأقل وإصابة أكثر من ١٢٠ آخرين فى فترة ٢٤ ساعة مميتة بشكل خاص.
ونقلت عن المسئولين اللبنانيين قولهم إن الضربات الإسرائيلية على العاصمة بيروت أسفرت عن استشهاد ٢٣٥٠ شخصًا على الأقل، وإصابة ما يقرب من ١١ ألفًا آخرين، منذ تصاعد هجوم إسرائيل ضد حزب الله قبل حوالى شهر. وفى ضوء ارتفاع عدد الضحايا المدنيين بسرعة فى لبنان، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، يوم الثلاثاء الماضى، إن إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن «أوضحت أننا نعارض حملة جيش الاحتلال الإسرائيلى بالطريقة التى رأيناها تُدار بها خلال الأسابيع الماضية».
وتابعت الشبكة الأمريكية أنه تم تسليم هذه الرسالة من واشنطن إلى المسئولين الإسرائيليين، مع إبلاغ رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بأن تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الممزق بالحرب لا بد وأن يزداد بشكل كبير فى غضون ٣٠ يومًا، وإلا فإن إسرائيل قد تشهد توقف تدفق الأسلحة الأمريكية والتمويل العسكرى.
غضب فى فرنسا لاستمرار العدوان وخداع نتنياهو بشأن الهدنة
مع استمرار الوحشية الإسرائيلية فى لبنان، يبدو أن تل أبيب أصبحت أكثر اضطرابًا فى علاقتها مع أقرب حلفائها، ليس فقط مع واشنطن وإنما أيضًا مع باريس، بعد أن لوحت فرنسا بفرض حظر على الأسلحة التى يتم تصديرها إلى إسرائيل، ومنعت الشركات الإسرائيلية من المشاركة فى معرض دفاعى فرنسى.
وقالت وكالة «رويترز» الإخبارية الدولية إن وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت، وصف قرار الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بمنع الشركات الإسرائيلية من المشاركة فى معرض الأسلحة البحرية بأنه عار، متهمًا باريس بـ«تنفيذ سياسة عدائية تجاه الشعب اليهودى».
وقال جالانت عبر حسابه على منصة «X»: «إن تصرفات الرئيس الفرنسى ماكرون هى وصمة عار على الأمة الفرنسية وقيم العالم الحر التى يدعى أنه يدافع عنها».
وأوضحت أن قرار حظر الشركات الإسرائيلية يعد أحدث إجراء عقابى فى سلسلة من الأحداث التى غذتها حالة عدم ارتياح حكومة ماكرون إزاء سلوك إسرائيل فى الحروب فى غزة ولبنان.
وأضافت أن القرار جاء بعد فشل الجهود الفرنسية لتأمين هدنة فى الصراع بين إسرائيل وحزب الله فى لبنان، خاصة بعد قيام إسرائيل بمزيد من الغارات الجوية على أهداف فى البلاد.
ولفتت إلى أن المناوشات الدبلوماسية ازدادت بين نتنياهو وماكرون فى الأسابيع الأخيرة، بعد أن عملت باريس مع واشنطن لتأمين هدنة لمدة ٢١ يومًا، من شأنها أن تفتح الباب أمام المفاوضات بشأن حل دبلوماسى طويل الأمد.
وأضافت أنه فى ظل المؤشرات الإيجابية من نتنياهو بشأن تلك الهدنة فوجئت فرنسا والولايات المتحدة بشن إسرائيل فى اليوم التالى ضربات قتلت زعيم حزب الله حسن نصرالله، بعد أن منح نتنياهو الموافقة لعملية الاغتيال خلال تواجده فى مقر الأمم المتحدة.
تنديد أممى بالاعتداء على «يونيفيل» وإصابة 5 من قوات حفظ السلام
منذ إعلان إسرائيل عن الاجتياح البرى لجنوب لبنان فى وقت سابق من الشهر الماضى، طلب جيش الاحتلال الإسرائيلى من قوات حفظ السلام الدولية «يونيفيل» المتمركزة على طول الخط الأزرق فى جنوب لبنان الانسحاب من مواقعها، ولكن طلب الاحتلال قوبل بالرفض.
وحسب قوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان «يونيفيل»، فقد لاحظ جنود حفظ السلام المتمركزون بالقرب من كفر كلا، فى وقت مبكر من صباح الأربعاء الماضى، دبابة ميركافا إسرائيلية تطلق النار على برج المراقبة الخاص بهم، وتم تدمير كاميرتين، وتضرر البرج.
وقالت البعثة فى بيان لها: «مرة أخرى نرى إطلاق نار مباشرًا ومتعمدًا على ما يبدو على موقع لـ(يونيفيل)».
وأضافت «نذكّر جيش الاحتلال الإسرائيلى وجميع الجهات الفاعلة بالتزاماتها بضمان سلامة وأمن موظفى الأمم المتحدة وممتلكاتها، واحترام حرمة مبانى الأمم المتحدة فى جميع الأوقات».
وتأتى تطورات الأربعاء على خلفية العديد من الحوادث المقلقة خلال الأيام الأخيرة، التى أُصيب فيها ٥ من قوات حفظ السلام الدولية.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق